السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لدي طفل يبلغ من العمر (3) سنوات ؛ ويبكي كلما أردتُ الخروج من المنزل ؛ ولا استطيع اصطحابه معي ، تحدثت معه بخصوص ذلك كثيرا دون جدوى ؛ حتى إني ضربته لعدة مرات ولم يتوقف عن ذلك ، كما انه يبكي أيضاً بعد رجوعي إلى المنزل ، فكيف أتعامل معه ؟ أرشدوني من فضلكم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شكرا لثقتك بنا ، وإن شاء الله نوفق في إجابتك عن ذلك ونساهم في حل مشكلتك .
عزيزتي الأم ... إن كنتِ تضطرين للخروج من المنزل لتأدية واجب ما كزيارة مريض أو لشراء احتياجات المنزل ، وتتركين طفلكِ الصغير داخل المنزل ، فهذا يحتم عليكِ أن تتعاملي معه بتفكيره هو لا بتفكيرك ، فالسبب في هذه النوبة من البكاء والغضب ؛ هو أن طفلكِ يرى انك مصدر الأمان الوحيد في هذه الحياة ؛ وما أن تخرجي من البيت يشعر إن أمنه قد تهدد ، وعليه أن يسعى للحفاظ عليه وهذا سبب التعلق بك أيضاً لان تفاعله الاجتماعي يقتصر عليك ، وربما لديه أسباب أخرى كأن تكون المعززات المادية كشراء الحلوى والألعاب والتنزه عند الخروج من المنزل .
وإما بخصوص عودته للحزن والبكاء عند رجوعكِ ، فلا يعني ذلك انه غير سعيد لرؤيتك ، إنما يعبر عن حالة الضيق التي مر بها ، وغضبكِ وتوجهيكِ اللوم له وضربه ، لمنعه من البكاء ، بل وحتى تسللك من البيت خشية رؤيته قد يزيد الموقف تأزماً ، لذا عليك التحلي بالصبر والحكمة حتى لا تتسببين في حدوث ألم نفسي أو عصبي او اضطراب سلوكي له ، ويمكن التخفيف من بكائه كما يلي :
ـــ تعاملي معه بهدوء وابتسامة ، وقبليه وضميه لحضنك كي تشعريه بالدفء الذي يهدأ من روعهِ .
ـــ أخبريه بأنك ستعودي للمنزل ولن تتركيه أبداً ؛ وحينما تعودي للمنزل ، اهمسي بأذنه " أنا عدت كما وعدتك " .
ـــ بخصوص إبلاغك إياه عن موعد خروجك ، فيفضل أن يكون ذلك بوقت قصير قبيل الخروج .
ـــ حاولي أن تشاركي طفلك في اللعب معه قبل الخروج من المنزل ؛ واتركي له بعض الألعاب ليشغل بها وقته حتى عودتك .
ـــ احتفظي بهدوء أعصابك إذا ازدادت انفعالاته وتزايد بكائه ؛ وحاولي تهدئته والتحدث معه بنبرة حازمة وانك لن تتراجعين عن قرارك وبعدم اصطحابه .
ـــ جربي أن تقنعيه بأن خروجك من المنزل بدونه يَعد أمراً ضرورياً ، كأن تخبريه أنك كنتِ تزورين مريض ، وأن هذا يتطلب عدم اصطحاب الأطفال ، أو أنك ستذهبين للسوق ويكون المكان مزدحماً فلن يمكن اصطحابه .
ـــ أعطه كثير من الخيارات والبدائل الجميلة داخل المنزل ، إن ذهبت معي لن أخذك إلى المتنزه في وقت أخر .
ـــ أوعديه بأنك ستتصلين به بين فترة وأخرى وليكن كل ساعة تقريبا ، وبعدها تستطيعين أن تتركيه دون قلق ، وستخف بإذن الله نوبات بكائه المستمرة .
الاستشارية آيات محمود شاكر / مركز الإرشاد الأسري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري