السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

والدي يرفض تزويجي بحجج واهية ، رغم أن عمري قارب التاسعة والعشرين ؟ أرجو المساعدة لأني في أمسِّ الحاجة لتوجيهاتكم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

يحتاج المرء منا في هكذا مشاكل أسرية ، ان يعمق اعتقاده وإيمانه بمفهوم القضاء والقدر ؛ كما يستلزم ان يؤمن بـأن " الأمة لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله لك ، ولو اجتمعتْ على أن يَضُرُّوك بشيءٍ لن يَضُروك إلا بشيءٍ قد كَتَبَهُ الله عليك " .

وأنت أختي الكريمة ، فما أحوجك الى حسن الظن بأبيك ، لأن الأصل في تعامل الآباء مع أبنائهم سيما الإناث هو الشفَقة والحرص اللامحدود خصوصا في هكذا قضايا مستقبلية ، لذلك عليك ان تجزمي بأنه يريد لك الأفضل ، وليس غير ذلك .

كما عليك ان تنتهجي لغة حسنة في إقناعه من خلال مخاطبته بلهجةٍ مُؤدَّبةٍ مشفوعة بحسن الظن ، وعليك ان تقنعيه بأسلوب هادئ ومحترم ، وأنه لن يكون إلا ما يحب ويريد ، فلعلك بهذا الأدب والذوق تخجلينه ، وتشعرينه بتأنيب الضمير وتدفعينه الى إعادة حساباته ، وَتَراجَعه عن رفضه وإصراره على ذلك .

كما تحتاجين ان تثبتي له بأن زواجك لا يعني انقطاعك عنه او التخلي عنه ، وهذا بحد ذاته سيشعره بالاطمئنان والراحة .

ولا ضير اذا استعنتِ بأحد افراد أسرتك ممن يمتلك وسائل الإقناع والرأي المعتد به ، ولتكن والدتك او أخيك الأكبر .

ولا تنسي واجبك من الدعاء في تسخير رضا والدك عنك وما ييسر لك الزواج ، فضلا عن الدعاء بصرف شرور الدنيا ، فقد يكون رفْضُه خير ، فـ (( عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) .