ذات العقد العشرين
تغمض عينيها بحزن لِيُرَتّل قلبها الذكرى :
أبي في حفل التخرج.. أتلفتُ يميناً يساراً علّك موجود لأعرِّفكَ على أساتذتي وترى ما أوسِمتُ به من شهادة، اغرورقت عينايَ بالدموع لأن المنصّة خلتْ من وجودك بقربي .. كنت سندي في هذه الدنيا، علمتني كيف أكون سند نفسي، ثقتك بي جعلتني أكون قوية صبورة مثلك تماماً.. كنت أباً رائعاً أنا أفتقدك حقاً
.........................
ذات الأنامل الناعمة
تجلس منحنية بالقرب من القبر تناجي أشجانها بقلب تراقصتْ فيه الأفراح والأحزان:
أبي أبي اليوم قد نجحت في دراستي لكن ليس بتفوق لكني أعدك أن أتفوق في السنة القادمة, أبي أنا أحتاجك .., هلّا عدت لأراك..؟ فقد افتقدت أحضانك، ضحكاتك، قبلاتك على جبيني كنتُ أريدك معي لاستلام النتيجة كما في كل عام تمسك بيدي وترفعها بكل ثقة وتقول ابنتي نجحت، هذه السنة لم يرفع يدي أحد ولم يفخر بي أحد سوى ابتسامة أمي الدامعة، واغرورقت عيناها بالدموع.
..................................
ذات الربيع الخامس
تحتضن القبر واضعة رأسها عليه.., من يراها يظن أنها نائمة إلّا أنها كانتْ تشكو شجوها بصوت ملائكي قائلة: أبي.., غداً هو عيد ميلادي أريدك أن تكون موجوداً لتساعدني في إطفاء الشموع فقد كبرت سنة كاملة لكن هذه السنة مرت من دون وجودك وهذا مؤلم.. اشتقت لابتسامتك وتمنيت أن أجلس في أحضانك لألعب معك وتمازحني، وتأكل من كعكتي ثم تسربتْ دموعها لتكشف ما ينتابها.
....................... . .
الزوجة وهي جالسة عنده تقرأ له الفاتحة وبعض السور القرانية وعندما انتهت قالت وفي عينيها الذبول.
عزيزي لا أعلم من أين أبدأ لأقص عليك قصص بناتك الثلاث فخواطرهن قَصّتْ ما يشعرن به، كلنا نفتقدك واشتقنا لوجودك بيننا لكن اطمئن سأعتني ببناتك جيداً كما وعدتك قبل أن تذهب إلى سوح النصر فقد كنتَ رجلاً وزوجاً بكل معنى الكلمة أنا فخورة بك جداً وأتمنى أن أراك في عليين، كنت تاجاً على رأسنا وعمود بيتنا، وسقفاً يحمينا من كل بلية سأذهب الآن.. اعتنِ بنفسك وادعو لنا عند أمك الزهراء عليها السلام.
هاجر حسين
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري