في زمن يتسابق فيه الأهل لتأمين أفضل فرص التعليم لأبنائهم، بات النجاح الأكاديمي هو المعيار الأبرز الذي تُقاس به الإنجازات، يحصل الأبناء على أعلى الدرجات، ويتقنون اللغات والبرمجة، ويتفوقون في العلوم… لكن عند أول اختبار حقيقي في الحياة الزوجية، يتعثر كثيرون منهم.
إعداد للاختبار، لا للحياة
منذ الطفولة، تتجه أنظار الأهل نحو الامتحانات المدرسية كغاية عليا، بينما تُهمَل مهارات الحياة الأساسية:
1. كيف تعبر الفتاة عن رأيها بهدوء دون عناد؟
2. كيف يتعلم الشاب احتواء شريكة حياته وقيادة بيته؟
3. كيف يختلف الطرفان دون أن يهدم أحدهما الآخر؟
النتيجة أن الجيل الجديد لا يفتقر إلى العلم، بل إلى الوعي، ولا تنقصه الشهادات، بل تنقصه القدرة على بناء شراكة قائمة على الاحترام والمسؤولية.
صراع الأدوار وصدمة الزواج
المفارقة أن المجتمع يفاخر بتعليم الفتيات وتشجيعهن على الاستقلال المادي، لكنه يغفل عن تدريبهن على مهارات إدارة الأسرة والتعامل مع الزوج، وعند الزواج، تجد كثيرات أنفسهن أمام مسؤوليات لم يتهيأن لها: إدارة بيت، تربية أبناء، التعامل مع الخلافات، فينهار التوازن وتبدأ الصراعات.
الأمر لا يقتصر على الفتيات، فالشباب أيضًا يقضون سنواتهم بين الدراسة والعمل، دون أي إعداد حقيقي لدورهم كأزواج وآباء، ما يجعلهم يواجهون الزواج بعقلية المنافسة الفردية، لا بروح الشراكة.
نحو تربية متوازنة
الحل ليس في الحد من التعليم أو الطموح، بل في إعادة صياغة التربية لتكون متوازنة بين التأهيل العلمي والتأهيل الحياتي:
1. تدريب الأبناء على مهارات التواصل وفهم الآخر.
2. غرس قيم الصبر، وتحمل المسؤولية، وإدارة الخلافات.
3. تهيئة الفتيات والشباب لواقع الحياة الزوجية كما نهيئهم للوظيفة.
فالتعليم يفتح أبواب الفرص، لكن الوعي الحياتي هو الذي يحافظ على استقرار تلك الفرص، وما لم ندرك أن الحياة أكبر من امتحان، وأن الزواج يحتاج إلى مهارات لا تُكتب في الشهادات، ستظل الفجوة قائمة بين نجاح الورق وفشل الواقع.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري