ما زلت ...
أبحث عن إنسان في وجوه تشابهت ملامحها .
أبحث عن قلب ندي بالرحمة ، ﻻ يفقه سوى لغة الحب والوفاء .
أبحث عن عقل يرجح الحق على الباطل ويدرك مآل الذنوب .
أبحث عن نفسي بين أكوام المتحجرين ، عسى أن أنجو بروحي من كل تلك الأفكار العابثة ؛ ومن فوضى المشاعر الباردة ؛ ومن ﻻ إنسانية مقيتة تتبجح بالكلمات وتتلاعب بالمصير ؛ لتغفو على جراح غائرة دون رأفة .
فلا بد لي من أن أجد نفسي ؛ وأعاهد إنسانيتي على الصمود في وجه أعاصير الأنا والغرور .
وﻻ بد لي أن ارى انعكاس صورتي في مرآة صافية ؛ وأبصر تلك الطفلة التي توارت براءتها خلف ملامح الحزن وعمر الانتظار .
فأرصفة الحياة ازدحمت بوجوه مزيفة تصطف لتخطف طعم الحياة من فم الزمن ، بعد ان تقايض السعادة بأبخس اﻻثمان .
فالثمن ... موت الضمير .
وخلف كل قناع وجه بائس يحطم الأحلام ويدمي القلوب ويوأد اﻷمنيات .
فسارقو اﻷمل عاثوا في اﻻرواح ظلما ؛ وأجهضوا حق الحياة ؛ ولم يبقوا للغد سوى بقايا أنسانية تلفظ أنفاسها اﻻخيرة .
ايمان كاظم الحجيمي
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري