عزيزتي ...
هاك هداياي من وصاياي ، وهو ما خلصتُ اليه في حياتي من فائدة ، اردت ان لا افوت افادتها عليكِ ، فتقبليها مني بضاعة مزجاة ...
اجملي في زرع ثمرتكِ كي لا تحصدي حطام ، ولا تدعِ يدكِ تحرث رماد ، فكل خطوة تخطيها يعود اثرها عليكِ ، فكوني ممن يومأ ( اومأ ) اليها الناس ويتهامسون " انا اريد ان اكون مثلها طاهرة نبيلة " ، " اتمنى ان يصبح قلبي مثل قلبها ابيضا نقيا " ، " الهي من علي بفضلك وصيرني مثلها " .......
أعلمي ، أن عجلة الدنيا تدور ، ولا تقف عندك , فاذا كان حصادك حطام ، فسترافقك اذيال الخيبة انى يممتِ شطرك ، وان رافقتكِ الخيبة ، فأي جهد ستبذلنه ، سيذهب سدى !
لذا ، فاصنعي لنفسك ضماد يجبر جرحكِ ، وان تلبدت سماواتكِ بغيمها الأسود ، وصاحبتها شرر من جمر الحصاد ، فانظري الى ثغر الغيمة ، وتيقني بأنها ستمطر خيرا ، صيبا طيبا .
تذكري بأنكِ مسافرة ، وسيبقى لك اثر يحدثهم عنكِ ، فلا تجعل اثركِ حطام .
واصنعي لنفسكِ حرث كالجبل ، وتروى فالجبل يقف على الارض ولا تقف الارض على الجبل ، وحاذري الغرور والكبر ، واعلمي بأن ايامكِ ستورق ذات يوم ، فلا تجعلي بذرة حصادكِ ايام دهماء ، وتريثي ، ولا تزرعي بذاركِ في ارض يباس لئلا يكون حصادكِ حطام .
ولا تجعلي لضجيج افكاركِ معول يجتث صبرك ويرافقكِ في احلامكِ ، يقطف منك هنا وردة ، وييبس بك هنا غصا ، وأعلمي بأن الضجيج سيستكين ذات يوم وان استفحل ، فلا تتركي العوائق تغير عليك ملامح الطريق ، وأجعلي لأهدافك شواخص ثابتة ، وصوبي نحوها اقدام خُطاك وعيونك المشرئبة بالأمل ، وأجعلي لقلبك فضاء قرآني ، لكي يتعلل قلبك ـ كلما صابته علة ـ بأن يرفع نبضه الى السماء ، ففيها من لا يرد لك دعاء .
المهندسة زينب الجيزاني
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري