هي ربوة تطل من عليائها عينان شاهدتان على نزيف الشهادة والكبرياء ..

هي ربوة الأحزان التي مابرحت آلام هذه الروح ، من لحظة العطش حتى اندلاع جذوة الألم  ..

هي ربوة ، بل هي صرخة شقت عباب الموت فراح نشيجها يملأ الآفاق بالدمع والدم المقدس .. 

هي ربوة ، هي شاهد الفاجعة وحاضر الألم وتاريخ الأسى والأحزان ..  

الظليمة .. الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها . 

هكذا خرجت اللبوة من مخبئها ساعة احتضان كربلاء لدم أخيها  الحسين عليه السلام ، وهو يسقط من علياء جواده بعد ان اثخنته جراح الحقد والضغينة طعنا في الجسد المقدس .

خرجت ... وهي بكامل حجابها حتى وصلت إلى تل أحزانها وشاهد محنتها .

وقفت ... بكامل كبريائها وهيبتها الهاشمية وخدرها النبوي تخاطب سيدها وأخاها الحسين عليه السلام .

لتتوجه بنظرها  صوب مدينة جدها صلى الله عليه وآله وهي تنادي بصوت خافت يتلوى في عطش الصحراء .

تصرخ من ألم الوحشة ونزيف الصبر ..

واجداه .. وا محمداه ..

هذا حسين في العراء قتيل في كربلاء ..

انعطفت بانعطافة الزمن ...

انعطفت بوجهها نحو الغري وقلبها ينز دما وعيونها تشرئب من روحها دمع الحنين إلى أبيها ومعلمها وعظيم هذه الأمة الإمام علي عليه السلام  وهي تنادي بصوت قرآني خشوع .

وأباتاه .. وا علياه ...

يتمنى من بعدك مرتين مرة بشهادتك ...

ومرة بشهادة الحسين عليه السلام ...

أنها ...

شريكة الجهاد الأقدس مع سيد الشهداء الحسين عليه السلام ...  

شاهدة البطولة وشاهدة العطش وشاهدة نزوح الروح وشاهدة البكاء وشهيدة الدمع المقدس .

زينب ...

الكاتب / عقيل ابو غريب