يعرف القلق على انه حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يمتلك الانسان ويسبب له الكثير من الكدر والضيق والالم .

والقلق يعني الانزعاج ، والشخص القلق يتوقع الشر دائما ويبدو متشائما ومتوتر الاعصاب ومضطربا ، كما انه يفقد الثقة بنفسه ويبدو مترددا عاجزا عن البت في الامور فضلا عن فقدانه القدرة على التركيز حسب ما يراه فاروق السيد عثمان في كتابه " القلق وادارة الضغوط النفسية " ، ص 18  .

اما القلق النفسي فيعرفه اصحاب مدرسة التحليل النفسي على انه سلوك ينشأ عن صراع داخلي لا شعوري بين رغبات تريد الاشباع وعقبات اخرى تقف امام هذا الاشباع حسب محمد حسن غانم في كتابه " كيف تتعامل مع القلق النفسي" .

لذا يّعد القلق من الاضطرابات النفسية التي تلقى اهتماما في مختلف الاوساط الطبية والاجتماعية والتربوية لما له من تأثير سلبي في بنية المجتمع وتطوره ، بوصفه احد المشكلات الخطيرة التي قد تسوق الفرد للمرض النفسي كما يرى ذلك كل من حيدر كريم سكر وفرحان محمد حمزة في كتابهما " القلق والاكتئاب لدى المتزوجات وغير المتزوجات من طالبات الجامعات " .

وبالرغم من عدم وجود ارقام واحصاءات دقيقة يمكن ان نستند عليها في تقدير اعداد مرض القلق ، الا اننا نستطيع ان نورد ـ وبحسب الاحصائيات ـ ان النساء هن الاكثر قلقا من الرجال وان النسبة من ( 4 الى 1 ) .

وقد تعزى كثرة اصابة النساء ـ بالقياس مع الرجال ـ بداعي تعرضهن لإلوان خاصة من الضغوط البيئية ، وان مع خروج المرأة الى العمل ومعاركتها للحياة فسوف تتزايد النسبة وربما تكون متساوية عند الجنسين ، وهو ما يؤكده محمد حسن غانم في " كيف تتعامل مع القلق النفسي .

ويمكن علاج هذه الظاهرة عند النساء من خلال زيادة التوعية النفسية والتربوية ـ بالاضطرابات النفسية ومنها القلق ـ وكيفية مواجهتها ، بالاعتماد على المواد الدراسية التي تدرس او عن طريق عقد الندوات والمحاضرات ، فضلا عن التأكيد على دور المرأة في المجتمع لكثرة الضغوط التي تحيط بها وزجها في النشاطات العلمية والعملية والتي تبرز من خلالها قدرتها على التكيف والتوافق بين متطلبات الحياة وتحقيق التوازن .

 

 م . م خديجة حسن علي القصير