أحياناً كثيرة نناقش العادات والقضايا التي تطرأ علينا مطلةً على شباك الحاضر ؛ لترمي بنفسها على طاولة النقاش والمداولة ، فتصبح قضية تنتظر البت في الحكم .
والأجهزة الذكية ( الموبايل ) أضحت إحدى تلك الأمور التي فرضت نفسها على الواقع ، فمن منا لا يملك ولو جوال واحد على الأقل ؟ !
سابقاً ... كان التواصل الصوتي مع الأهل والأصدقاء هو ما يدفع الأشخاص الى اقتناء هذه الأجهزة ، أما الآن وبتطور التكنولوجيا توسعت استخداماتها خاصة مع وجود الانترنت الذي صيّر العالم قرية صغيرة ، فأنت تجلس مكانك تستشف المعلومات وتجول العالم وصولاً الى الفضاء الخارجي من خلاله جوال بحجم يدك او أصغر يطوف بك العوالم والبلدان في شبكة معلوماتية ضخمة تثرينا بالفائدة .
وبسبب هذه الضرورة اليومية أصبحت ثمة علاقة وطيدة بين كل جهازٍ وحامله ، لدرجةٍ أدت الى فتور العلاقات العائلية والشخصية ، حيث ثمة ارتباط وثيق يجعل الشخص لا يفارق جواله في كل الأوقات والظروف ، في البيت والسيارة والشارع وعند الأقرباء وأحياناً حتى في الحمام ومجالس العزاء ، أصبح كل شخص منا يجلس مع عائلته كالحاضر الغائب ، يقلب بجهازه ، من خلال شاشته الصغيرة ؛ يضحك تارة ! ويقطب جبينه أخرى! يزور الأقارب ليعاودهم ويسأل عن أحوالهم ، فتراهُ لا ينطق بغير السلام ثم ينزوي منفرداً في غرفة الجلوس مع صديقه الحميم وأنيسه المسلي ، ولربما لا أحد يستغرب حاله فالجميع يجلس كجلسته تلك في هذه الزيارة العائلية الغريبة ، ومن الملاحظ أيضاً أن بعض الأزواج بدءوا يشتكون من كثرة انشغال زوجاتهم بالجوال مما أثر سلباً على واجباتهن المنزلية والأسرية ، فلربما تفضل الزوجة أن تقضي وقتها تتكلم مع مجاميع النساء في شبكات التواصل الاجتماعي على جلوسها مع زوجها .
وهنا ... دق ناقوس الخطر ، وصنّف الموضوع تحت عنوان الإدمان ، لأن استخدام الجوال يومياً ولمدة تتجاوز الست ساعات بات مشهداً مألوفاً لدى الفئة الأعم ، وعليه بدأت تتلاشى ملامح اختراعه الأساسية لتتحول الى نوع آخر من التواصل يسمى ( بالتواصل الصامت ) حيث نجد كل شخص منشغل بجواله بصمت ينسج مشاعره في كلمات وقهقهات مكتوبة .
ومن اجل المساعدة في إنهاء هذه الأخطاء ، سنصنف لك بعض الحلول وكما يلي :
ـــ نجدول أعمالنا في الحياة من الأهم الى المهم إلى ما دون ذلك ، أي الواجبات أولاً ومن ثم الاهتمامات ، ومن المؤكد أن الجوال يقع تصنيفاً في لائحة الاهتمامات .
ـــ تحديد ساعات معينة للجلوس على الانترنت ، لا نتخطاها أبداً ، كأن تكون ساعة أو ساعة ونصف يومياً ، إذا كانت للتسلية التواصل وليست ساعات عمل .
ـــ ترك الجوال وتأجيل استخدامه ، إلا للمكالمات الضرورية جداً ، خصوصا في أوقات دخول الزوج للمنزل والزيارات والمناسبات العائلية ، فضلا عن تركه أثناء قيادة السيارة وفي الشارع .
ـــ تحديد إجازة ليوم واحد في الأسبوع ، بغلق الجوال وتمضية اليوم بأسرهِ مع العائلة بعيداً عن التكنولوجيا وضجيجها .
وأنتِ يا حواء ما هي حلولك ؟؟؟
نغم المسلماني
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري