عزيزتي ...

ربما انت ممن ﻻ يعتني بالسياسة ولا بالاقتصاد ولا حتى بالأحداث العامة للبلد ، ولكن من المؤكد أنك تلاحظين تلك النقاشات المستفيضة في الإعلام والبيت والعمل والمدرسة ، وعند زيارة الاقارب والجيران ، وربما حتى عند بائع الخضر ومخبز الصمون !!! لأن ذلك صار الشغل الشاغل للبعض منا حتى عن انفسهم ، بل وعن عوائلهم ! دون ان يؤدي ذلك الى فائدة تذكر غير التنفيس عن نقمة مكبوتة سببها سوء تلك الاوضاع وتدهورها من سيء الى اسوء .

ومن المؤكد ايضا ، أن ذلك قد يسمم الحياة العائلية وتحيل مسكن الانسان وربما غرفه نومه الى منبر اعلامي يقضي على سكنه واستراحة روحه ، في وقت ، قد ﻻ يفهم فيه بعض الرجال ان المرأة تميل الى كل ما يشعرها بالاستقرار وهي دائما تسعى لوضع جدول وتخطيط مسبق وترتيب متسلسل لحياتها وحياة اسرتها وحتى احلامها المستقبلية ، مما قد يزعجها من ان تغير ممكن ، فضلا عن المقاطعات والمتغيرات التي قد تغير مجرى حياتها فجاءة سيما تلك التي تمس تفاصيل يومياتها .

لذلك نجد بعض النساء يبتعدن تماما عن تلك الامور ، وتسلم قيادة عقلها في ذلك لأقرب رحم ، ابا كان او اخ او زوج ، وتتفرغ هي لإمورها الخاصة .

في حين نجد البعض الاخر منهن ، تتناول ذلك ، ولكن بدرجة كبيرة من الاستغراق ! فيكون لكل حدث تأثيره على تفاصيل حياتها الاسرية ، بل وربما يوتر الجو العائلي لديها ويفقدها استقرارها الداخلي .

كما ان لاختلاف وجهات النظر قد يكون مدعاة لتقييمها للأخرين وقطع صلاة الرحم بهم .

ولكي ﻻ يكون حديثنا مملا كملل ما ارهق سمعك سابقا ... دعينا احدث نفسي امامك ...

انا امرأة ... فما علاقتي بالحكومة والسياسة ؟

اذا كانت السياسة تعني تشكيل الحكومة وانتخاب البرلمان ، ونظرا لترجيح نسبة عدد النساء على عدد الرجال من حيث الكثافة السكانية كما هو متوقع ، تخيلي معي لو كانت المرأة واعية لدورها ، مدركة لمسؤوليتها في الانتخابات ، دقيقة باختيارها ، واختارت الاختيار الصائب لكان هناك حكومة جيدة وبرلمان ناجح ولو بمقدار النصف!

انا امرأة ... ما علاقتي بالاقتصاد ؟

اذا كان الاقتصاد يعني ايجاد سبل ومخارج لدعم الميزانية ـ غير النفط ـ وترويج المنتج المحلي ، ستدركين الخطأ الكبير الذي تفعلينه بالبحث عن ماركات ومنتجات اجنبية من مساحيق التجميل الى احتياجات المطبخ ! وكيف انك احد العوامل الاساسية في اقتصاد البلد ؟  

انا امرأة ... ما علاقتي بالقتال ؟

انت زوجة احدهم ، وابنة اخر واخت اخر ، لو كانت لك شخصية واعية سيكون لذويك اثر اكبر من خلال دعمك لهم وتبنيك لمساعدة عوائل اصدقائهم وشد هممهم ، اما لو كنت ضعيفة او كنت ممن ﻻ تجيد ادارة منزل او تربية نشئ فانتِ سبب في تخلف احد المقاتلين عن ساحات الدفاع وضياع كل شيء.!

انا امرأة ... ما علاقتي بالإعلام ؟

انت الاعلام بعينه ، فلك قدرة فائقة على ترويج الامان او العكس في تتبع دقائق الامور في استقرار امر العائلة والاهل والوطن .

وعليه ، فعليك ان تغيري مبدأ نقاشك مع ذاتك من " ما هي علاقتي ؟ " الى " ما هو واجبي؟ "

نعم ... من المسلم به والمفروغ منه ، ان الجدالات العقيمة والصراعات الحزبية والانقسامات وتبادل التهم ، مضرة بصحتك النفسية وحياتك الدنيوية والاخروية ، وغالبا ما يصعب معها التمييز بين الحق والباطل ، وقد توردين موارد المهالك اذا افتقر الرجل معك للوعي المطلوب في ذلك .

والحل؟

الحل ... ان تعطي لنفسك استحقاق في ان تكون وجودا اسلاميا كما ارادك الله جل وعلا ، من خلال تواصلك  ومتابعتك للمرجعية الدينية العليا ، لأنها الباب الذي يوصلك لمنهج ال محمد صلوات الله عليهم ، وهي المعين الذي ﻻ ينضب والكاشف لملتبسات الفتن ، سيما وأن ذلك قد تيسر لك كثيرا من خلال الإعلام المفتوح وخطب الجمعة منه ، وهو افضل ما يمكن ان تحصنين به نفسك وبيتك وعائلتك ومجتمعك من الوقوع فريسة للأخرين .

لبنى مجيد حسين