تعد مسالة التعاطي مع كيفية تهيئة الاستعداد النفسي والمعنوي للطلبة الجدد المقبلين على العام الدراسي من اكثر المهام تعقيدا بالنسبة للوالدين  بعد اكمال الاستعدادات اللوجستية للطفل والمتمثلة بالمستلزمات المدرسية ( الحقيبة المدرسية ، الزي المدرسي ، القرطاسية ، وغيرها من الاحتياجات ) حيث يشخص اغلب المعنيين في علم النفس ان مرحلة دعم الطفل معنويا للدراسة  ليتمكن من التلاءم مع نمط الحياة الجديد والمتمثل بزيادة عدد ساعات ابتعاد الطفل عن البيت وتحديدا عن الاجواء الاسرية وما يصاحب هذه التجربة من مخاوف تجبر الطفل احيانا على الممانعة والعزوف عن التوجه صباحا لحافلات المدرسة تعد من اعقد واصعب المراحل التي يمر بها الطفل خلال رحلة الالتحاق بالمدرسة حيث يعتبر خوف الأطفال من المدرسة في السنة المدرسية الأولى مشكلة عامة يعاني منها غالبية الأطفال في مختلف دول العالم ، ويتم عادة التعبير عن هذا الخوف بالبكاء والتمارض في صباح اليوم الدراسي والتوسّل إلى الأهل للبقاء في المنزل، أو لمرافقتهم طوال اليوم في المدرسة ،

حول هذا الموضوع يؤكد خبراء التربية أن مخاوف الطفل في هذه المرحلة طبيعية ومبرّرة لا سيما وأنه يعاني مشكلة الانتقال إلى بيئة اجتماعية أخرى، غير أنها تتجاوز الحد الطبيعي إذا ما رافقته لفترة زمنية طويلة ، وهنا يأتي دور الأهل لمساعدة أطفالهم في الاندماج في البيئة الجديدة وفي التغلّب على مخاوفهم وتذليل جميع الصعاب المتوقعة .

ولتحقيق هذه الغاية، يقدّم الخبراء بعض  الإرشادات ، اهمها قيام الوالدين بزيارة إلى المدرسة برفقة الطفل قبل بدء العام الدراسي لمساعدته على تكوين صورة ذهنية حقيقية وواضحة عنها ، والأفضل أن يتعرّف الطفل خلال هذه الزيارة إلى غرفة الصف، والملعب، ومختلف معالم المدرسة ، او قد يحاول الوالدين اخبار الطفل في نهاية عطلة الأسبوع، وتحديداً في الليلة التي تسبق صباح الذهاب الى المدرسة، ببساطة وبدون أي انفعال بأنه سيذهب الى المدرسة غداً ، وتجنّبا مناقشته في أي موضوع يتعلّق بخوفه من الخطوة المرتقبة لأن ذلك من شأنه أن يزيد قلقه ومخاوفه وعند عودة الطفل من المدرسة، لابد من التحدث  معه عن يومه المميز ، والتطرق إلى موضوع الألعاب والتسلية والرفاق في الصف، والأثناء على نجاحه في اجتياز يومه الأول، مع التأكيد له بأن غداً سيكون أفضل من اليوم من دون أن التدخل في نقاش حول الموضوع ، مع التكرار صباح اليوم التالي نفس ما حدث في اليوم السابق، والاستمرار في تأكيد إيجابيات المدرسة خلال الأيام الأولى منها، إلى أن تزول أعراض الخوف مع نهاية الأسبوع الأول ، مع ضرورة  خلق حالة اعتياد لدى الطفل بشان ضبط ساعات النوم لدية او ما يعرف بالساعة الفسيلوجية على الاقل خلال الايام الاولى للتغلب على حالة التعب والارهاق التي تكون عائقا امام الطفل في الاقبال على الدراسة .

مآثر طالب