قد لا تعلمين أنكِ المتسبب الأول في كثير من الظروف والأحداث التي تمرين بها ولربما لم تتنبهي بأن الافكار التي تسيطر عليكِ في الماضي تتحول الى حاضر ملموس، وأن كل ما تنتظرين وقوعه يحصل ولو بعد حين 

لا تستغربي .. فتلك ليست لعنة أو خرافة من نوع ما إنما هو تأثير ( قانون الجذب ) ونصه أن الانسان يجتذب الاحداث والاشخاص والظروف من حوله عبر موجات كهرومغناطيسية غير مرئية عن طريق عقله الباطن وبتعبير أبسط أننا عباره عن مغناطيس نجتذب الاشخاص والاحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيرنا هذا ما استشفه العلم مؤخراً حيث اثبتت دراساته أن العقل الباطن (اللاوعي) في حالة تجاذب مستمرة مع الافكار الاقوى، ومثال على ذلك أنكِ عندما تفكرين في شخص ما ستجدين أن ذلك الشخص يفكر بكِ ذات اللحظة وبنفس طريقة تفكيركِ به، وما إن تميلين الى الشعور بسلبية فإنكِ ستجدين الفشل يطرق ابوابكِ عند أول خطوة نحو الأمام والعكس صحيح، فقانون التجاذب لا يميز بين ما نريد أو لا نريد إنما يجسد ما نفكر به ويعمل بقدر ما نفكر .

وإن خرجنا من دائرة العلم لنبحث عن مصاديقه في التعريف الاسلامي نجد أن التعريف الصريح لقانون الجذب تضمنته كلمات الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي .. فليظن بي ما يشاء " وعند الامعان فيه يزول الضباب الذي يحجب رؤيتنا عن فهم هذا القانون، كونه تعريف للمعنى الحقيقي للجذب بتحليله قانون الهي وضعه الله، ولم يتولد عبثاً بفعل قوى كونية مجهولة الهوية، فإنكِ حين تأملين في الله خيراً وتثقين في كرم عطائه لا شك أنه تعالى سوف يعطيكِ عطاء الكريم، أما لو تشاءمتِ ويئستِ؛ لكأنما لسان حالكِ يقول لله " أنا لا أثق فيك "، وغياب الرجاء في نفسكِ عن هذا الكرم دليل على ضعف عقيدتكِ وضعف ثقتكِ بالله، وكذا إنْ خفتِ    "الفقر" فأنتِ في الواقع لا تؤمنين أنه جل شأنه " المغني " وحتى إنْ خفتِ ضياع جهدكِ عند قيامكِ بعمل حسن فأنكِ تكونين قد تناسيتِ قوله تعالى " إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً " الخ ...

المغزى أن كل انسان يحصل على ما يتوقع وذلك يفسر تعاسة المتشائم وسعادة المتفائل . لذا نصيحتي لكِ أن ترفعي سقف اهدافكِ وأحلامك فالعالم مكون من ذرات يحركها فكرك وعقلك الباطن واجعلي اولى طاقات التأثير فيك قول الباري عز وجل "عبدي أطعني تكن مثلي" فهو تصريح في غاية الخطورة والاهمية، لأن كل ما تحدديه بوضوح ودقة وتصممين على الوصول اليه سيكون، شرط أن لا تستسلمي لليأس ولا تعيشي مع اخفاقاته مهما كانت كبيرة فالجزع واليأس من رحمة الله هي وجه آخر من وجوه الالحاد، وأخيراً تفاءلي بالخير تجديه .

 

نغم المسلماني