تتوحد البشرية في الذوات فكل فرد على وجه الارض له ذاته الخاصة والتي يعتز بها كونها تشمل سلوكه ورغباته وأحلامه ومبادئه، فيعتبرها هي شخصه وتعبر عن ذاته كيفما كانت والتي هي في أصل الخلق ذات واحدة حقيقية أساسها الفطرة السليمة.

لنطرح سؤال جدلي: لمّا خلق الله جميع البشرية بصورة متساوية لماذا هذا الاختلاف بيننا في التصرفات ؟

نسمع كلمة تتردد عند عوائلنا الا وهي فلان على فطرته، وورد في القران الكريم : ( فطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

إذا خلقنا بفطرة واحدة متساوية، لنرجع نرى الذات الحقيقية التي خلقها الله بماذا تتميز .

يضع (ويتفيلد ) الطبيب والمعالج النفسي الأمريكي الشهير صفات خاصة  للذات الحقيقية السليمة حيث تتميز بكونها : عفوية، صريحة، محبة، معطاة، اجتماعية، رحيمة، طفولية، تتقبل نفسها وتتقبل غيرها، واثقة، وغيرها من الصفات

أما الذات المزيفة والتي تظهر للعيان دائما لأنها ذات مصطنعة فتكون : جبانة، حسودة، ذات متماهية (قناع)، منتقدة، عدائية، مرتابة لا تثق بشيء معتقدة بصحة آرائها وتفوقها، مغرورة، تنكر وتخبئ مشاعرها التي منها الغضب المكبوت (الحقد).

وهذه الذات عند استخدامها دائما يشعر الفرد بانه غير مرتاح كما يشعر بالفراغ والضيق والانقباض، وكثيرا ما يلوم الشخص نفسه على هذه التصرفات ، والسبب في ذلك شعور الذات الحقيقة بالذنب وكأن هناك خطا ما، فيجلس احيانا بعد ان يقسو على شخص ما يقول في المرة الأولى  : (لماذا قسوت عليه ذلك ليس من طبعي)، ففطرته ترفض ذلك ، وفي حال قسى على أحدهم مرة أخرة سيعتاد القسوة ويميت هذا الشعور فتهمين عليه الذات المزيفة.

يبقى السؤال كيف أعود الى ذاتي الحقيقية؟

اذا كنت معتادا على نوع  معين من السلوك السلبي وتطبع فيك وأصبح يلازمك.

هناك مقولة مشهورة ( العادة تغلب الطبع ) فهو مجرد ممارسة بسيطة في تغير اتجاه السلوك الى اتجاه سليم وسيعود بسهولة ما دام هو فطرة في داخل الانسان، فتمرين بسيط ممكن ان يتغير هذا التصرف فمثلا لو كانت الذات المزيفة انانية يمكن توجيهها بالعطاء في المرة الأولى سيكون شعور صعب وغير معتاد اما في المرة الثانية سيخف هذا الشعور حتى يمكن البذل بسهولة وارتياح وهكذا جميع التصرفات تخضع  لتلك الطريقة.

 

ضمياء العوادي