خلف قضبان حديدية يضع بعضنا نفسه مكبلاً بأصفاد محكمة بعيداً عن نور الحياة , وبدواع واهية يعزل نفسه اختيارياً عن أي انجاز أو طموح أو هدف .


وتتنوع أسباب هذا الأمر ..... فقد يخوض أحدنا تجربة فاشلة في مرحلة ما فيعممها على تجارب أخرى لم يركب غمارها بعد بحجة (أن هذا مقدار حظه من الدنيا )
وقد يتحطم قلب أحدهم في عقبة صادفته كون الإنسان معرض للاختبار فيقف يراوح مكانه خائفاً من عقبات أدهى و أمر .
كما يقع البعض أسارى أقوال الناس فلا يتحرك يميناً أو شمالاً إلا بعد اطمئنانه التام لرضى الناس عن تحركاته مما يجعله عرضة لقيود كثيرة تمنعه من مزاولة أي عمل جديد لم يألفه الناس .
ولا شك أن سجن الذات هو أخطر السجون على الاطلاق ففيه يلقى الانسان شتى أنواع العذاب النفسي نتيجة لتفكيره السلبي ومشاعره التي تترتب على هذا التفكير , فغير خاف على أحد مدى خطورة ذلك على الفرد والمجتمع , فالسجن الاختياري كالإدمان مثلاً يستنفذ قوى الانسان ووقته وحياته ويحوله إلى إنسان مستهلك غير منتج , مقيد غير حر .
ومن القيود التي تحبس الفرد عن التحليق في سماء الانجازات العظيمة تلك الصفات السيئة من أنانية وحقد وحسد تأسر الفرد في دائرة الآخرين وما يفعلونه مكتفياً بمراقبتهم وتمني زوال النعمة منهم .
فهل من سبيل إلى التحرر من هذه القيود الكثيرة ؟؟؟
إن أفضل سبل التحرر هو الاستنارة بأضواء لامعة قبعت في ظلمات السجون جبراً لا اختياراً , فإن عدنا إلى التاريخ قليلاً نجد الإمام الكاظم (عليه السلام ) جالساً على مصلاه لم يحجبه سجن ولا سجان عن الصعود إلى مدارج الكمال , فمع اتصاله بالله سبحانه وتعالى تمكن الامام من التواصل مع شيعته وايصال الأجوبة الشافية لتساؤلاتهم ,وقد امتلك من الشجاعة ما جعله غير آبه بويلات التعذيب بل كان يردد ( أليس معي من يملك الدنيا والآخرة ), فتحول السجن المظلم إلى سيف باتر بيد الامام قطع به كل محاولات العدو لإذلاله وحجزه عن أهدافه الكبرى .

 

أفنان الأسدي