اللغة هي مفتاح الحوار والتواصل . اختارها ربي للتواصل مع الشعوب التي توالت عليها أديانا مختلفة كل قوم أرسل لهم رسولا بلسانهم ليبين لهم رسالته ؛ لكن لما اختار الباري أن يرسل دينا كاملا تاما خاتما يحدث كل العوالم كل الشعوب إلى يوم القيامة اختار أن يرسل قرانا عربيا ومعنى العربي في اللغة انه الكامل التام ولذا استعملت هذه اللفظة بهذا المعنى قبالة الأعجمي وهو المبهم غير التام والمفهم (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) وجعله قويما غير عوجا (قرانا عربي غير ذي عوج) واضحا مبين (بلسان عربي مبين) كل ذلك ليقول انه لا يعني به مخاطبة العرب فقط فكلمة عربي التي نصطلحها على لغتنا استخدمت لكون لغة الضاد تامة كاملة غير معوجة ومعربة ومن اللطيف إن القرآن جاء بالكلام عن اللسان العربي بجميع حالاته الإعرابية مرفوعا (وهذا لسان عربي) ومنصوبا (قرانا عربيا) ومجرورا (بلسان عربي) والقران يشير إلى استخدامه اللغوي لكلمة (عربي) لان المعنى الاصطلاحي حيث إن الحور العين (عرب أترابا) لا تعني عربيات بل كاملات تامات .. القرآن المحتوي لكل المعاني الجميلة والفخمة والعميقة لا تستطيع لغة غير العربية نقل مضامينه فهي كبيرة المخزون في مفرداتها والممتدة المعنى بنفس اللفظ عبر الزمن . تلبس كل يوما مع إشراقة الشمس لونا جديدا ومعنى جديد فكلمة قلم تصدق على قلم من خشب وقلم الكتروني  .... والمفردة العربية القرآنية هي المبينة والمفهمة والقابلة للترجمة للغات مختلفة لكنك إن أردت فهم معناها التام عليك أن تتعلم اللغة العربية لتلمس العمق والجمال والدقة والامتداد للمصاديق عبر الأزمنة .

 

د. مواهب الخطيب