إن إيمان الإنسان بالله وإدراكه لحقيقة العبودية ، والتذلل له تعالى ، له الأثر الواضح في قوة تفكيره ووعيه في كل مجالات الحياة ، وقناعته التامة ؛ إن ما كتب له لن يفوته ، ناهيك عن إعطاء حياته نكهة الشعور بالأمن والطمأنينة بسبب هذه القناعة والرضا بما قدره له الباري ، والتي لطالما أغدقت فيوضاتها على الفرد المؤمن فتجعله يعيش حياة مطمئنة كالطفل الذي ينام هانئاً لأنه علم ـــ بفطرته السليمة ـــ إن هناك من يسهر على راحته ويلبي احتياجاته ، علما أنه في سني عمره الأولى يعتمد على الشعور بأمه شعورا فطريا ، ولم يبحث أو يستفسر في كون هذا الشخص الذي يدعمه ويرعاه ويحنو عليه يفعل ذلك بدافع الحب او الواجب ، لكنه سيعلم تدريجيا ان حب والديه وعطفهم وحنوهم عليه ناتج بفعل رحمة إلهية وهو تعالى أرأف على الإنسان من أمه وأبيه صغيراً کان أم کبيراً ؛ شاباً يافعا أم طاعنا بالسن ، وأنه الله جل وعلا مَن عليه بأبوين لهما الأثر البالغ في تكوين شخصيته مستقبلا ، فضلا عن نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، والتي يعجز العقل عن معرفة كنهها ، وجميعها تنصب في خدمة الإنسان ...
فأين الإنسان من شكر كل هذه النعم ...
الهي اجعل قلوبنا عامرة بذكرك فأنت انت غاية المنى وكل المنى ..
رشا عبد الجبار ناصر
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري