في ظل تنامي أدوار المرأة العاملة داخل مؤسسات العتبة الحسينية المقدسة، وتحديدًا في شعبة الزينبيات، برزت الحاجة إلى إيجاد بيئة آمنة وحاضنة لأطفال العاملات اللواتي يؤدين واجباتهن في مختلف الأقسام والميادين، ومن هنا وُلدت فكرة إنشاء حضانة عبد الله الرضيع، التي تحوّلت من مجرد فكرة طُرحت عام 2014 إلى مشروع واقعي وفعّال أُقر رسميًا وبدأ عمله في عام 2015.
جاءت هذه الخطوة بعد ملاحظات متكررة على معاناة الأمهات العاملات أثناء أداء مهامهن، حيث يتطلب وجود الأطفال بجانب الأم اهتمامًا مضاعفًا، ما يؤثر على جودة العمل وعلى راحة الطفل معًا، لذلك قررت شعبة الزينبيات المضي قدمًا نحو إنشاء حضانة مخصصة لأبناء المنتسبات، بحيث توفّر لهن طمأنينة وراحة نفسية أثناء فترة العمل.
كوادر متخصصة وبيئة تربوية متكاملة
ما يميز حضانة عبد الله الرضيع ليس فقط فكرتها، بل التنفيذ الدقيق والرؤية التربوية التي وقفت خلف تأسيسها، فقد تم اختيار الكوادر العاملة بعناية، من ضمن كوادر شعبة الزينبيات اللواتي يمتلكن خبرة في التعامل مع الأطفال، إلى جانب حرص الإدارة على توفير بيئة سليمة وصحية تضمن نموًا سليمًا للطفل من النواحي النفسية والجسدية.
إقبال واسع خارج نطاق الشعبة
لم تقتصر خدمات الحضانة على أبناء الزينبيات فقط، بل سرعان ما توسعت دائرة المستفيدين منها، حيث بدأت بعض الأمهات من مستشفى السفير، وشعبة التبليغ الديني، وطالبات العلوم الدينية، وزوجات المنتسبين في العتبة، بالتسجيل فيها، لما لمسوه من جدية في الرعاية وتكامل في الخدمات.
تفاصيل المرافق والخدمات المقدّمة
تضم الحضانة عدة غرف أساسية موزعة بشكل مدروس لتلبية احتياجات الأطفال، منها:
1. غرفة ألعاب تحتوي على ألعاب تعليمية وترفيهية تساهم في تنمية المهارات العقلية والحركية للطفل.
2. غرفة نوم مهيأة بوسائل الراحة لتوفير بيئة هادئة للنوم.
3. غرفة طعام تُقدّم فيها الوجبات التي يجلبها الطفل بطريقة صحية خاضعة للرقابة.
4. الإدارة المجهزة بكاميرات مراقبة تُتابع الأطفال لحظيًا لضمان أمنهم وسلامتهم.
ما يميز الحضانة أيضًا هو رفضها القاطع لاستخدام الشاشات أو الأجهزة الإلكترونية، حيث تركز على الأساليب التربوية الفعلية والتفاعل المباشر بين الطفل والمربية، وهو ما حاز على إعجاب الأهالي وثقتهم.
مرونة في التعامل مع الحالات الطارئة
أحد أبرز الجوانب الإنسانية في حضانة عبد الله الرضيع هو التعامل المهني والحنون مع الحالات الخاصة، مثل ارتفاع حرارة الطفل أو استمراره في البكاء أو حاجته للأم، إذ يتم التنسيق الفوري مع الأم لتقديم الرعاية اللازمة دون تأخير، مع توفير الدعم المطلوب حسب الحالة.
أسعار رمزية وإقبال كبير
حرصت إدارة الحضانة على أن تكون الرسوم المالية رمزية بواقع ألفي دينار عراقي لليوم الواحد، بهدف التيسير على العاملات وتقديم خدمة مجتمعية تعكس روح العطاء في العتبة الحسينية المقدسة، هذه الأسعار ساهمت بشكل كبير في زيادة الإقبال اليومي على الحضانة، ما يعكس نجاحها وثقة الأهالي بها.
نموذج يحتذى به
تُعد حضانة عبد الله الرضيع اليوم نموذجًا ناجحًا يُحتذى به في دعم الأم العاملة، وتوفير بيئة تربوية حقيقية للطفل، في إطار ديني وإنساني متكامل، وهي شاهد على مدى اهتمام العتبة الحسينية المقدسة بتقديم خدمات نوعية تلبي احتياجات المجتمع والعاملين فيها.

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري