سادتي القراء ... غالباً ما نسترجع ذكريات الماضي ، ونقارنها مع معطيات الحاضر ؛ لنجد فرقاً هائلاً بين هذا وذاك ... وما ينطبق عليه القول ، ما استجد مؤخراً في طريقة تعاملنا مع الآخرين تحت عنوان " المجاملة الاجتماعية " ، ففي بادئ الأمر استقينا هذا المصطلح من نصوص ديننا الحنيف ، إذ أوصانا الباري عز وجل بالمعاملة الحسنة بكل الأحكام والتعاليم السماوية ، وروي أيضاً عن الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال : " الدين المعاملة " ليوجز كل ما جاء به الدين من قيم بهاتين الكلمتين ، فالقول المعروف والفعل الحسن هو غاية الدين ، من أجل تأسيس حياة هانئة بأفراد متماسكين ، لكن خيوط الحاضر كسرت قيود المألوف والمستساغ ، فأخرجت المجاملات الاعتيادية عن إطارها الصحيح ، وسيرتها في منحى آخر ، الا وهو النفاق ، فالمجاملة الزائدة والمديح الممجوج أصبحا عادة الناس هذه الأيام ، وعند الغوص في أعماق النفوس نجد أن الغالبية لا يشعرون بالقناعة والرضا ، إنما لمجاراة المجتمع أو تحقيق مأربةٍ ما ليس إلا، فالبعض يرنو الى ما يفوق إمكاناته ؛ عندما يصعبُ الهدف ، يبحث عن غير المشروع ، كالسعي لتولي منصب مهم يدفع صاحبه للتملق وتبجيل رب العمل ، وأحياناً من أجل المال وتحسين الوضع الاقتصادي ، و " الغاية تبرر الوسيلة " ، ففي كل الأحوال تعد المجاملة ، نفاق اجتماعي ، والنفاق هو " أن يظهر الإنسان غير ما في داخله ويتصرف عكس ما يشعر" فتراه يحمل ألف وجه وألف قناع ، يستبدل أحدها بالآخر بحسب حاجته ليحقق غاية يصبو إليها .
في النهاية بتنا لا نميز بين العدو والحبيب ، وتحولت العادات الاجتماعية المحمودة الى سلوك سيء ، أدخلنا في إطار الحرمة .
ويبقى السؤال ... هل انهارت بقايا القيم تحت وطأة تغيير الحاضر فأصبح الكذب والمجاراة خدين اللب واللسان ؟؟؟!!!
عادة دخيلة تطلب وقفة للتغيير .
نغم المسلماني
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري