(( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ )) ( سورة الرعد ـ ٢١ )
لقد أُمرنا الله سبحانه بعدة أوامر، تحدد لنا الخطوط الصحيحة لمنهجية العمل للوصول الى الحياة الكريمة، ، ومن أهم هذه الأوامر ، صلة الرحم التي تعتبر من صميم المنظومة الإسلامية التي تسعى الى تأسيس مجتمع متكامل متضامن يمثل الأمة الواحدة, فإن تماسك أفراد العائلة وقويت أواصر الود والمحبة فيما بينها سيؤدي الى تماسك المجتمع وبالتالي قوة للفرد والأمة .
والرحم هم كل من ارتبط بنا بعلاقة نسبية أصلها الرحم لذلك نسبت إليه، كالآباء والأبناء والأجداد والأخوة .... الخ
وإن قطع الرحم من المحرمات التي نهى عنها الله سبحانه، وكذا نبيهُ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد وردت عن لسانه الشريف أحاديث عديدة، منها : " ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن خمر، ومؤمن سحر، وقاطع رحم" .
لهذه الأهمية العظيمة ، أمرنا الله جل وعلا بوصل رحمنا وأثقل كفة ميزانها بالكثير من الجوائز والمميزات التي تترك أثراً طيباً على حياتنا وتضمن لنا الراحة وحسن الخاتمة .
واحدى هذه الآثار هي أنها تنسئ في الأجل (أي تطيل العمر) وتنمي الأموال بزيادة الأرزاق، وتقي ميتة السوء، وتهون على الإنسان سكرات الموت وأيضاً تيسر الحساب يوم القيامة وتدفع البلوى وتزكي الأعمال .
أعطانا الباري كل هذه الميزات كهدايا وجوائز لمن يتواصل مع أرحامه ، لكن ما هي الحدود التي يكون معها الإنسان واصلاً لرحمه لا قاطعاً له ؟
والحدد الواجب على كل فرد منا هو أن يصل أهله ورحمه بزيارتهم دائماً وبشكل منتظم كأن تكون مرة واحدة بالأسبوع على الأقل للسؤال عن أحوالهم ومعرفة احتياجاتهم ، وإن لم يستطع لكثرة الانشغال احياناً ، أو لمشقة الحياة وبعد الطريق، فمن الممكن أن يواصلهم في أوقات انشغاله بالسؤال عنهم بالهاتف، ويجب عيادتهم عند المرض ومشاركتهم في كل الأوقات الطيبة والمحزنة ومد المحتاج منهم بالمال، والتصدق إذا كان أحدهم يستحق الصدقة لضيق حاله فالأقربون أولى بالمعروف، روي عن رسولنا الكريم أنه قال : " لا صدقة وذو رحم محتاج " لأنهم اولى بالصدقة هذه هي الحدود البسيطة التي يمكننا من خلالها أن نكون في كفة واصلين الرحم .


نغم المسلماني