أم تعاني من خوف ابنها ذي الست سنوات من البيئة الخارجية، ويخاف أن يشارك الآخرين ولا يتكلم معهم؟

الحل:

الخوف جزء من الحياة في أي سن، إلا أن معظم الأشخاص الراشدين يقاومون الخوف عن طريق اصطناع ما يصرفه عنهم، لكن الأطفال يفتقرون إلى آليات المواجهة هذه، ويظلون يفتقرون إليها حتى بلوغهم سن الرشد.

فالأطفال يشعرون بنوع من المعاناة والاضطراب الذي يتركهم في حالة من القلق وعدم الاستقرار الداخلي وفقدان التوازن النفسي، مما يجعل الأبوين في حالة لا تقل تأزماً عن حالة طفلهما. وإذا رأيت أماً تحاول أن تتخلص من قبضة طفلها الباكي بذراعها لدى دخوله المدرسة في اليوم الأول، فمن الصعب أن تميز من منهما أكثر بؤساً وأشد حزناً وقلقاً: الأم أم الطفل؟

إن الواحد من الأطفال الدارجين (حديثي العهد بالمشي) قد يكون لاهياً في اكتشافاته للحياة في أركان البيت مثلاً أو في حديقة عامة، وفجأة يتخلى عن مغامراته، ويهرع باكياً إلى حضن أمه أو حجر أبيه، فقد اقتربت منه قطة أو كلب مسالم. إن الخوف الذي يبديه الطفل قد يمنعه من تعريض نفسه للمخاطر المجهولة، وفوق هذا فإن هذا التخوف هو إشارة إلى الانطلاق خطوة إلى الأمام يخطوها الطفل نحو التطور الإدراكي، فهو آخذ في التمييز بين ما هو معلوم وما هو جديد.

 

وبعض الأفكار التي ننصح بها الوالدين للتخلص من الخوف عند الأطفال هي:

 

تشجيع الطفل على أن يتحدث ويتكلم عن مخاوفه:

في أحيان كثيرة يتجنب الأهل الحديث مع أطفالهم عن مخاوفهم، اعتقاداً منهم بأن ذلك سيجعل الأمر أكثر سوءاً، إلا أن الأمر على العكس تماماً. إذا أعطوا الفرصة لأطفالهم لأن يعبروا عن أنفسهم ويتحدثوا عن مخاوفهم، ستكون هذه خطوة مهمة في فهم هذه المخاوف والتغلب عليها. حتى إذا كان الكلام لن يحل المشكلة بشكل كلي، فهو على الأقل يعلمهم وسيلة مهمة للتعامل مع مشاعرهم. قد يكون الطفل غير قادر على إخباره بكل شيء يجول بداخله، إلا أن رغبتها في الاستماع تكفي لأن تعلمه أن مخاوفه ليست بالأمر المستحيل للتعامل معه.

الإنصات للطفل عندما يتحدث عن مخاوفه:

إن كثيراً من العوائل لا ينصتون إلى الأطفال عندما يتحدثون عن مخاوفهم، بل ويحاولون الاستهزاء بها، لأنهم يعلمون أن مخاوفهم هذه لا وجود لها. مثل قولهم: "لا تكن جباناً.. لا يوجد أشباح في غرفتك". صحيح أنه يجب عليهم أن يعلموا أطفالهم عدم الخوف، وأن يخبروهم بعدم وجود الأشباح، لكنه من المهم أيضاً أن يعترفوا ويقدروا مخاوفهم هذه. ينبغي على الأهل أن يتفقدوا مع الطفل المكان الذي يشعر منه بالخوف. وسيحدث الإصرار من الطفل على الخوف على الرغم من محاولاتهم المريرة، ولن يتخلص منها إلا بعد أن يمر بمرحلة عمرية متقدمة، لكن التعامل مع هذه المخاوف باحترام، وبدون التصغير من شأن الطفل، سيسهل عملية التغلب عليها بأسرع ما يمكن حتى لا تتحول إلى حالة مرضية.

تقديم يد العون والمساعدة للطفل:

ينبغي على الأهل أن يغرزوا روح الاعتماد على النفس عند أطفالهم، لكن في نفس الوقت ينبغي عليهم أن يمدوا لهم يد المساعدة عند الاحتياج إليهم، وخاصة في الأمور التي تتعلق بالمشاعر والجوانب النفسية. فلا مانع أن يقف الأهل بجانب طفلهم عندما يتعرض للخوف (وخاصة الخوف من الظلام)، وأن تمكث الأم بجانب طفلها حتى ينام، أو أن تتحدث معه فترة من الوقت حتى تتلاشى مخاوفه.

تعويد الطفل التحكم في النفس:

من المعروف أن لدى الأطفال غريزة تمكنهم من التغلب على مخاوفهم. وكثيراً ما يطلب الطفل سماع القصص المخيفة، بل ويلجأ في طريقة لعبه إلى تمثيل دور الأشباح والأشرار، التي يثير بها أقرانه من الأطفال. وقد يستخدم مثل هذه الألعاب أو سماع القصص التي يغلب عليها طابع الإثارة كوسيلة طبيعية وتلقائية للتغلب على مخاوفه.

تعليم الطفل اكتساب المهارات:

إن تجربة الخوف التي يمر بها الطفل هي في واقع الأمر فرصة حقيقية لتعليمه اكتساب بعض المهارات التي يستفيد منها فيما بعد. لذا ينبغي على الأم تعليم طفلها البحث عن مخاوفه، وكيف يكتشفها ويواجهها، وكيف يجد الطرق والسبل الملائمة التي تشعره بالأمان.

تنمية مهارات التفكير لديه وخلق الأفكار المشجعة:

لأن الخوف يشعر الإنسان بالضعف، وبإخراج الأفكار الإيجابية المشجعة يستطيع التعامل مع الخوف وقهره.    

الاستشارية زينب رحمان مبدر