لم أجد شيئًا أجمل من قانون وضعه الإمام علي (عليه السلام)، وهو القائل: "آلةُ الرئاسة سعة الصدر"، وهذه بالفعل هي فلسفة اليومي وما يصادفنا من إرهاصات الحياة، التي تعد قانونًا لحماية نفسية أكثر مما نتوقع. فصفات الهدوء والمرونة تعد من أكثر السمات إيجابية لكي نتجاوز حواجز التفكير السلبي وما يرافقه من سلوكيات نخطئ أحيانًا فيها. فالتجارب عديدة في ذلك، لاسيما مع أولادنا حينما يخطئون أو يحاولون أن يؤسسوا لحياة فاقدة لمعناها، حينها يحتاجون إلى سعة الصدر بعيدًا عن العصبية والتشنج معهم، التي من خلالها يكتشفون ما لهم وما عليهم، فعلى من أراد أن تكون حياته مستقرة ويتحكم بها مهما كانت، فليتعلم قانون المرونة وسعة الصدر، واستلام أي طاقة سلبية وإخضاعها في داخله إلى قانون التحمل والهدوء. ليستكشف بعد مرور الوقت أنه مهما كانت الطاقة سلبية، فقد تحولت إلى تجربة أو ابتسامة أو خير، وأصبح مثلًا جميلا في أعين من حوله.
ومن الجدير بالذكر أن أول من علينا اتخاذهم قدوة ومنهاجًا هو رسولنا الكريم، الذي كانت من أبرز صفاته سعة الصدر في الكثير من الأمور التي باتت تثقل كاهله وتعيق أمر الإسلام. لذا، أفضل ما علينا هو التحلي بالمرونة معهم، وهم أفراد العائلة، فهؤلاء الأحبة والأقربون إلى القلب والروح لم يُخلقوا مطابقين لنا في الرأي والمزاج، بل هم متفاوتون معنا في كل ما يخص حياتهم وسلوكهم ومتطلباتهم. فلنحسن التعامل معهم بشكل يوفر لهم إمكانية التصرف بعقلانية وسكينة، لنشعرهم بقربنا إليهم، وإن كل ما يتعلق بأمورهم هو مرتبط بمشاركتنا رأيهم وتفكيرهم مع جرعة طيبة من التسامح والحلم الأكثر رحابة لهم.
والأمر ذاته يتعلق بمحيط العمل وما يصادفنا فيه من اختلافات ومزاجات، فسعة الصدر مطلب أساسي في ذلك لترويض التعامل وحسن أداء العمل، فهناك بعض الأعمال تتطلب مقدرة ومساحة كبيرة من التحمل، مثل التدريس والتمريض والباحث الاجتماعي في كل مجالاته المتعددة، وغيرها من المهن التي تتطلب الهدوء وطول البال، كي تتمكن من أداء واجبها بمزاج متفاعل محلى بالصبر وسعة الصدر، التي هي هالة مضيئة في الحياة الواسعة.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري