لم أكن أفهم معنى الأمومة حتى جربتها، هذه الجملة هي الاعتراف الذي تكرره كل الامهات الجدد بعد شعورهن بمسؤولية الأمومة، والصراع لتدبير احتياجات الطفل مع شؤون المنزل، فضلا عن العمل اذا كانت مرتبطة به.
هذا الدرس العميق عرفته بعد أن خضت هذه التجربة التي تعتبر أقرب إلى مغامرة فيها ما فيها من الجمال والمتعة وأيضا تحمل صعوبات جمّة، كنتُ أكتب عن تحمل مسؤوليات الطفل وكيفية التعامل معه، وأقرأ عن هذه المواضيع، وعن طرق التربية إلا أنني وجدتُ تطبيق ذلك مختلف تماما عن سهولة ما نكتبه فالتطبيق يفرض جهده وتتدخل معه ضغوطات الحياة مع صعوبات إدارة الوقت ومعه كم من المشاعر المختلطة حيث اني أحيانا أبكي مع طفلتي عندما أجد نفسي عاجزة عن رفع الألم عنها أو حتى لعدم فهمي ما تريد، وغيرها مما يمر على الأم مما تعده ثقل وهم وقد تدخل في اعياء، لكن شيئا فشيئا تعتاد على تفاصيل يومها وعلى كل ما كانت تصنفه تحت مسمى التعب تجد فيه لذة بل أحيانا تفتقده كما أتفقد ابنتي في منتصف الليل اذا لم تبكي وعندما أجدها نائمة ابتسم لاعتيادي على استيقاظها ليلا بل أحيانا يرتابني الخوف فاتفقد انفاسها.
تفاصيل هذا الاهتمام والشعور بالمسؤولية الذي يأتي بعد خوض التجربة والإخفاق مرة والنجاح غيرها وأحيانا نرمي شباك التجربة وغيرها من محاولة السيطرة على حياة الأمومة بل بالأحرى كل ما يتعلق بالتربية وحتى الحياة الزوجية وأي شي ممكن أن نقرأ عنه مهما أسهبنا بالقراءة، فإننا لا نستطيع الوصول إلى حقيقة معرفته لأن ما وراء التنظير صعب الممارسة، يتشابه قليلا مع الواقع، لكنه لا يعدو عن كونه مجموعة من الأسس والقواعد الخالية من المشاعر.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري