مع قدوم شهر رمضان الكريم تبدأ بعض الفضائيات بالتحضير لسلسلة من المسلسلات والبرامج المتنوعة، والتي ازدادت في السنوات الأخيرة، ولا تكتف بوقت معين، بل أصبحت على مدار اليوم، ما انعكست بشكل سلبي على الصائمين، وانشغالهم عن إداء عباداتهم، وفي هذا الاستطلاع سنتعرف على هذا الأمر بجوانبه كافة.

رأي تربوي

د.عبد الكريم خليفة بين: "من المؤكد أن رمضان المبارك، هو شهر العبادات والقرآن الكريم، ووجود الدراما والبرامج وما تبثه، وأحياناً تكون متقصدة في طرح بعض المواضيع والأعمال المشوقة، التي تستقطب الصائم وتجذبه لمشاهدتها، وبالتالي كثير من هذه العبادات تضيع، وينتابها القصور والضعف، فيحرم الصائم من ممارستها، وغياب الأدعية والصلوات، والامتناع عن قراءة القرآن وختمه، وعدم أحياء ليلة القدر، لا سيما إذا كان هناك ادمان على متابعة هذه المسلسلات، لذلك يفترض أن تنتبه المؤسسات الإعلامية والفضائيات لهذا الأمر، وتكون بث هذه الأعمال بعد الافطار، وليس طوال اليوم، وينبغي أن تتوجه الفضائيات لبث القرآن الكريم والبرامج الدينية، التي تساهم أيضاً في زيادة الإيمان والأجر للصائم"

رأي اجتماعي

حسن مجيد أكد: "الدراما والأفلام والبرامج في وقتنا الحالي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة أي شخص، بخاصة بعد أن أصبح اختراق تطبيقات ومواقع بثها بشكل سهل، ليشاهدها المئات يومياً، كما أن العالم اتجه لصناعة هذه الأعمال، كونها تدر مكاسب مادية طائلة، وتزداد سنة بعد أخرى، وفي دراسة تشير إلى أن إيرادات هذه الإنتاجات حققت (38) مليار في أحد الدول الغربية، ليصل الرقم فيما بعد إلى (50) مليار، وهذا أعلى من ميزانيات بعض الدول، كاليمن وأفغانستان والاردن ولبنان وسوريا، ونجحت بعض البلدان بتقديم أبطال خارقين للطبيعة، وصورتهم على أنهم موجودين في حياتنا اليومية، إضافة إلى أن الجوانب واللمسات الفنية بها، لعبت دوراً في شد المتلقي وجذبه لها، وكل ذلك تستغله بترك المسلم أداء عباداته، وتسبب له شغف بها، كما تؤثر تفاصيل ومشاهد تلك الأعمال على حياته، وأحياناً تسبب له التوتر والقلق والكآبة، وبالتالي تتعطل حياته شبه نهائياً، وتعمل على خلق مشكلة، وهي الشعور بالنقص، وأن ما يظهر في هذه الشاشات هو المثالي، ما ينتج عنه اضطرابات نفسية، وشعورنا بأننا أقل من هؤلاء النجوم، إلا أن هناك أعمال ذات محتوى سليم وهادف، ويشاهد في الوقت الصحيح والمناسب، من دون الانشغال بأي عمل يمكنه تعطيلنا عن إداء الواجبات والعبادات.

رأي ديني

الشيخ عزيز فرحان يوضح: "المسلم يكفيه تفريط وتساهل طوال العام، ويأتي رمضان ليقوم بعباداته، فرمضان يمثل رأس مال الإنسان في واقع الأمر، فهو فرصة العمر، لذلك إذا جاء هذا الشهر ينبغي للصائم الحرص على أن لا يخرج منه إلا وقد غفر له، وهذا لا يأتي بسهولة، بل بجهاد النفس، والمواظبة على الفرائض، والطاعة والابتهال في كل لحظة، ومن المؤسف أن البعض يعتقد أن رمضان بالنهار فقط، والليل للراحة، وهذا خطأ فادح، فرمضان ليله ونهاره سواء، إلا أنه في النهار نمتنع عن الطعام والشراب والجماع، وأما الليل قيامه وقراءة القرآن، وفيه الصدقات وذكر الله، وكثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل، وطلب العلم وغير ذلك من الأمور، لذلك ينبغي للمسلم أن يتقي الله ويخافه، ومجاهدة نفسه، وجعل من هذا الشهر انطلاقة للصلح مع الله عز وجل، وترك العادات السيئة، كالتدخين وغيرها ويخلفها ورائه، والدخول للفضاء الرحب من العمل الصالح، والتعهد بقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم الذي هجره طوال العام، والصيام وجعل الصدقة عادة، ونفسه لها منقادة".