تُعدُّ الحلويات بأنواعها من اللوازم على مائدة الإفطار في شهر رمضان، حيث أنّ إعداد الحلويات يعتبر جزءاً لا يتجزّأ من إعداد الفطور، فنرى سفرة شهر رمضان عامرة بأشهى الأصناف من الحلويات، مثل البقلاوة والبسبوسة والكنافة وغيرها.
تُبيّن التقارير الطبيّة أنّ الصائم تهبط لديه معدّلات السكّر في الدم؛ نتيجة التوقف عن الأكل في ساعات الصوم الطويلة، لهذا يلجأ الصائم لتناول الحلوى لتعويض نقصه، ويفرّطُ بعضُ الصائمين في تناول الحلويات دون إدراك منهم لتأثيراتها السلبيّة على صحتهم، غافلين أنّ الإكثار من تناول السكر يؤدّي الى تحوله لدهون ثلاثية غير صحيّة، تُخزن بالجسم فتؤدّي الى زيادة الوزن وفقدان الجسم قدرته على التحكم في الشهية.
إضافة لذلك تُعتبر الحلويات من الأطعمة الفقيرة بالمغذيّات، مثل: الفيتامينات، والمعادن، والألياف، فمكوّنات الحلويّات الرئيسة هي الدهون والسكر، إضافة الى أنّ بعض الأصناف يتمّ إعدادها بطريقة القلي في الزيت، ممّا يرفع السعرات فيها بشكل كبير، حيث تتراوح السعرات في القطعة الواحدة بين الـ (60) إلى (600) سعرة حرارية، وذلك حسب حجم القطعة ومحتوياتها. أمّا إضافة القطر (الشيرة) لها يعني ضمّ المزيد من السعرات الحرارية.
ومن منطلق التوعية إليكم بعض أضرار الإفراط في تناول الحلوى في رمضان:
ـ الإصابة بأمراض القلب بصورة غير مباشرة، وذلك بسبب رفع مستوى الكوليسترول الضارّ في الدمّ، وبالتالي يؤدّي الى ارتفاع ضغط الدمّ، وهو من العوامل الخطيرة ضمن أمراض القلب.
ـ الإفراط في تناول الحلويّات يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية والأمراض المعدية، حيث تضعف السكريّات المناعة في الجسم.
ـ عسر الهضم إذا تمّ تناولها بعد الإفطار مباشرة، لاحتوائها على نسبة عالية من السكريّات والدهون، وكلاهما من العناصر الغذائيّة صعبة الهضم في ظلّ امتلاء المعدة بالطعام.
ـ التأثير السلبي على البشرة، وذلك بسبب تكوين جزيئات ضارّة في الدمّ تسمّى (AGEs) وهذه الجزيئات تسبّب الإسراع في شيخوخة البشرة، وتُلحق الضرر بالكولاجين والإيلاستين في البشرة، إضافة لزيادة ظهور حبّ الشباب في البشرة.
ـ الاصابة بالزهايمر، فإنّ تناول كميات كبيرة من الحلويات يزيد من نسبة الإصابة بمرض الزهايمر، حيث أنّ السكّر المصنّع (غير الطبيعي) يؤثّر سلباً على صحّة الدماغ، ومن الممكن أن يعمل على تغذية الخلايا السرطانيّة.
ـ تسوّس الأسنان، حيث تلحق الحلوى الكثير من الأضرار في صحّة الأسنان، نظراً لمحتواها المرتفع من السكّر الذي يزيد من نشاط البكتريا الفمويّة، وتحفيزها على النموّ والتكاثر، ممّا يؤدّي الى تسوّس الأسنان والإصابة بمشاكل اللثّة.
وتُبيّن أخصائيّة التغذية (هديل بو سعيد) أنّ أسوأ وقت لتناول الحلويات في رمضان هو بعد الإفطار مباشرة، ممّا يُسبّب زيادة حجم المعدة، وبالتالي تأخير عمليّة الهضم وسوء امتصاص المعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية المهمّة في الوجبة.
ويُقدّم خبراء التغذية بعض الضوابط والنصائح التي من شأنها التقليل من ضرر الحلويات أثناء الصيام، ومنها:
ـ تناول كميّة قليلة من الحلوى، وتجنّب الإفراط في ذلك.
ـ استبدال الحلويات بالفواكه والعصائر الطبيعيّة الغنيّة بالمعادن والفيتامينات.
ـ يُنصح الصائمون بتأجيل تناول الحلويات الى بعد مرور 2 إلى 3 ساعات على وجبة الإفطار، أمّا خلال السحور فلا يُنصح بتناولها، لأنّها تُسبّب الشعور بالعطش الشديد خلال ساعات الصوم في اليوم التالي.
ـ اللجوء للحلويات المشويّة بدلاً من المقليّة الغنيّة بالدهون والسعرات الحراريّة العالية.
ـ استخدام منتجات الحليب قليلة الدسم والجبنة قليلة الدسم بدلاً عن القشطة في الحلويات.
ـ تناول التمر كبديلٍ للحلويّات، فهو غنيّ بالحديد والكالسيوم والألياف.
ـ استبدال الشوكلاتة العاديّة بالداكنة، حيث تتميّز الأخيرة بالعديد من العناصر الغذائيّة المهمّة والخصائص المضادّة للالتهابات ومضادّات الأكسدة.
ـ تناول المكسرات كبديل للحلويات في رمضان، نظراً لغناها بالعناصر الغذائيّة.
ـ الإكثار من شرب الماء لتعويض نقص السوائل في الجسم، كما ويساعد ذلك في زيادة الشعور بالشبع، وبالتالي لا نُكثر من تناول الحلويات.
وفي النهاية لا ننسى ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، واختيار التمارين السهلة، كالمشي، والأفضل أن تكون بين وجبتي الإفطار والسحور، فهي تساعد على حرق الدهون المتراكمة في الجسم، والتخلّص من الكسل، وتُعزّز الرياضة صحّة القلب، وتحمي الجسم من العديد من الأمراض.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري