تصبغات الجلد أو ما يُسمى (فرط التصبغ) هو عبارة عن اسمرار في الجلد، قد تظهر التصبغات في بقع صغيرة أو في مساحات كبيرة من الجلد أو في جلد الجسم كله،

وتحدث تصبغات الجلد نتيجة زيادة إنتاج الجلد لمادة الميلانين (الصبغة التي تعطي الجلد لونه الطبيعي)، تُعد تصبغات الجلد عرَضًا لبعض الحالات المرضية ولا تسبب ضررًا، كما أنها حالة جلدية شائعة قد تصيب كل أنواع البشرة.

أنواع تصبغات الجلد يوجد عدة أنواع لتصبغات الجلد، ومن أهمها:

الكلف أو قناع الحمل: يظهر الكلف أثناء الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث للحامل، والكلف هو بقع كبيرة من الجلد الداكن يشيع ظهوره في منطقة الوجه، ولكن يمكن أن يظهر الكلف أيضًا في أي منطقة من مناطق الجسم.

بقع الشمس: بقع الشمس شائعة وتحدث نتيجة التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، وتظهر بقع الشمس على المناطق المعرضة للشمس مثل الوجه واليدين.

تصبغات الجلد الناتجة عن الالتهابات: تحدث تصبغات الجلد الناتجة عن الالتهابات بعد الإصابة بالالتهابات الجلدية مثل الاكزيما وحب الشباب، وتُعد الإصابة بحب الشباب هي أكثر الأسباب شيوعًا لظهور تصبغات الجلد الناتجة عن الالتهابات، وغالبا تظهر في أي منطقة من مناطق الجسم. أسباب تصبغات الجلد تحدث تصبغات الجلد نتيجة تلف خلايا الجلد التي تنتج مادة الميلانين، يؤدي تلف خلايا الجلد إلى الإنتاج الزائد لمادة الميلانين فيصبح لون الجلد أغمق،

ومن أسباب حدوث تصبغات الجلد: اضطرابات الغدة الكظرية مثل الإصابة بمرض أديسون. اضطرابات الغدة الدرقية، العوامل الوراثية، التغيرات الهرمونية مثل التي تحدث أثناء فترة الحمل وفترة البلوغ، الإصابة بحب الشباب أو الجروح أو الحروق، تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والأدوية التي تسبب حساسية الضوء، نقص بعض الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين ب١٢ وحمض الفوليك، التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة.

 

أعراض تصبغات الجلد

لا توجد أي أعراض لتصبغات الجلد سوى ظهور بقع داكنة على الجلد، لذلك إذا ظهرت أي أعراض أخرى مُصاحبة لتصبغات الجلد يجب زيارة طبيب الجلدية.

 

تشخيص تصبغات الجلد

لا بُد لمريض تصبغات الجلد زيارة اختصاصي الجلدية للتشخيص وتحديد نوع التصبغات الجلدية وأسباب ظهورها، عن طريق:

1-   يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي وتوقيت ظهور التصبغات الجلدية والأدوية التي يتناولها المريض.

2-   الفحص الجسدي أو السريري بتفقد جلد المريض بالعين المجردة. يفحص الطبيب الجلد باستخدام إضاءة خاصة من الأشعة فوق البنفسجية مُستعينًا بما يُعرف باسم مصباح “وود” Wood.

3-   يطلب الطبيب تحاليل الدم الخاصة بالفيتامينات والحديد والهرمونات وكذلك تحاليل الدم لوظائف الغدة الدرقية.

4-   أخذ عينة من الجلد (خزعة) لفحصها والتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية.

 

علاج تصبغات الجلد يتحدد علاج تصبغات الجلد بناءً على أسباب ظهورها، وبمجرد توقف سبب ظهور التصبغات الجلدية تختفي البقع الداكنة خلال ٦-١٢ شهرًا، أما إذا كانت البقع الداكنة عميقة في البشرة قد يستغرق اختفاءها سنوات عدة، فمثلًا: في حالة تصبغات الجلد الناتجة عن الالتهابات والأمراض الجلدية مثل حب الشباب والإكزيما، يجب علاج المرض الجلدي أولًا ثم علاج البقع الداكنة الناتجة عنه، ولكن في أغلب الأحيان تتلاشي البقع الداكنة من تلقاء نفسها بعد مرور وقتٍ طويل، في حالة التصبغات الجلدية الناتجة عن الجروح، تختفي البقع الداكنة بمرور الوقت إذا لم يُصَب الجلد مرة أخرى. في حالة التصبغات الجلدية الناتجة عن تناول بعض الأدوية، لا يجب التوقف عن تناول الأدوية التي تسبب تصبغات الجلد كعرض جانبي دون استشارة الطبيب.

 

لكن يوصي الأطباء ببعض الخطوات لتسريع تلاشي التصبغات الجلدية:

1-   استخدام واقي الشمس يوميًا عند التعرض لأشعة الشمس، ويُفضل أن يكون معامل الحماية لواقي الشمس أعلى من ٣٠ وأن يكون أيضًا مقاومًا للماء.

2-   استخدام منتجات توحيد لون البشرة خاصة التي تحتوي على حمض الجليكوليك Glycolic acid أو الريتينويد Retinoids أو فيتامين سي.

3-   علاجات أخرى مثل التقشير الكيميائي والعلاج بالتبريد وتقشير الجلد بالليزر.

 

علاج تصبغات الجلد في المنزل على الرغم من عدم وجود دراسات تؤكد فاعلية العلاجات المنزلية في علاج التصبغات الجلدية وتفتيح البقع الداكنة، إلا أنه يمكن استخدام بعض من الوصفات المنزلية للمساعدة على تقليل ظهور تصبغات الجلد، ومن أهم العلاجات المنزلية للتصبغات الجلدية:

 

الصبار (الألوفيرا): يساعد الألوسين Aloesin (مادة موجودة في الصبار) على تخفيف تصبغات الجلد؛ إذ إنها تثبط إنتاج خلايا الجلد للميلانين، بحسب دراسة أُجريت عام ٢٠١٧ يمكن تناول الحوامل لحبوب الصبار لتقليل الكلف، كما يمكن وضع جِل الصبار من النبات على الجلد مباشرة.

العرقسوس: يحتوي العرقسوس على مادة تسمى جلابريدين Glabridin لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة وتساعد على تفتيح البشرة، لذلك يمكن أن يساعد مستخلص العرقسوس في تخفيف تصبغات الجلد، ويوجد العديد من المنتجات المتوفرة في الصيدليات تحتوي على مستخلص العرقسوس.

 

الشاي الأخضر: يتميز الشاي الأخضر بأنّ له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات فيساعد على علاج وتفتيح تصبغات الجلد، كما يوجد بعض الدراسات المحدودة التي تثبت دور الشاي الأخضر في تحسين كلف الحمل وتخفيف حروق الشمس، لكن الدراسات محدودة جدًا في هذا الشأن وبحاجة لمزيدٍ من الدراسات التي تؤكد فاعلية الشاي الأخضر لحروق الشمس. كيفية التعامل مع تصبغات الجلد هناك عديد من النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل والتعايش مع تصبغات الجلد:

تجنب التعرض لأشعة الشمس لما لها من أضرار على الجلد. الالتزام بالعلاجات والمعرفة بأن علاجات تصبغ الجلد تستغرق وقتًا طويلًا قد يصل إلى أشهر حتى تظهر نتائجها والاعتناء بالجلد واتباع روتين عناية يشمل الغسيل والتقشير والترطيب ليظهر الجلد بمظهر صحي.

 

هل لون البشرة ثابت في كل الجسم؟

 

الجواب كلا، لا يوجد في العالم إنسان طبيعي لجلده لون واحد، بل لا بد من اختلاف درجات اللون بين منطقة لأخرى، وهذا أمر تشريحي طبي، فلكل منطقة عدد من الخلايا الملونة للجلد يعطيه لونه ويختلف تأثر الجلد بالعوامل الخارجية مثل الشمس والمواد الكيمياوية والفيزيائية، وبالتالي سيكون هناك عدة ألوان في الشخص الواحد، وإن التعرض لأشعة الشمس تؤدي إلى اسمرار الجلد المكشوف فقط؛ ولذلك الوجه واليدين أغمق من بقية الجسم، وكذلك الثنيات خاصة قرب المنطقة التناسلية وما حول الشرج يكثر فيها تشريحيا عددا لخلايا الملونة للجلد.

الدكتور حيدر العصفور