زينبُ وما بقي منها 

 

ماذا تفعل 

بالحياة من دون الحسين؟ 

هي الجبل الذي يتوسّل الموت 

أن يأتي باكرًا 

ولا لقاء 

في أيامها الخالية 

 

لا تملك من البكاء ما تقدّمه  

قربانًا للأحزان 

لقد أكل الدمع جفنها  

لمصائب كربلاء لوعة أخرى 

 

فقد فقدت الشمس والقمر 

بشاطئ الفرات 

وكانت بباب الخيام شاهدًا ليس بيدها 

سوى تلويحة وداع 

ودمعة ساخنة 

لقد غربت شمسها 

قبل المغيب 

 

 

ما تزال تعاشر الفجيعة 

_العاشر_

التي ذُبحت فيه أحلامها 

ولا ناصر


فأمست الليالي الطويلة شاهدة

على حملها مآسي الطّف

بأيّ ذنبٍ قُتلت؟! 

 

ها هي تمضي تاركةً للجرح جرسًا 

يطرقُ على باب الغربة 

دمعًا في كلّ خطوة 

فقد سقطت الدنيا من عينها 

 

 

 إلى مثواها الأخير 

برمال الشام وذكرياتها البائسة من حولها 

 أشواك توخز جسدها النحيل 

لكن كلّ الدلالات تقول: 

 إنّها قد رحلت بأجنحةٍ جديدة 

تحلّق بها نحو كربلاء الحُلم.