تبدي بعض النساء اهتماماً أمام المحال التجارية والمولات الكبيرة، بسبب هوس التسوق لديهن، والذي يكون نتيجة لتفاوت أمزجتهن، وعدم الاستقرار العاطفي، ولصعوبات التعامل وضبط الرغبات المتكررة بداخلهن، والإصابة بالقلق المستمر والتوتر، والرغبة بالترفيه والتنزه والتسلية، والظهور أمام الآخرين بصورة جذابة وأنيقة، أو لتعويض النقص العاطفي لديهن، ما يتخذن التسوق كطوق نجاة، وللتخلص من تلك العوارض.

وغالباً ما يتم أنفاق مبالغ خيالية لهذا الغرض، كون تكرار عملية الشراء بشكل دائم تستنزف المحفظة المالية، وزيادة أعباء ميزانية الأسرة، ما يسبب بكثرة الخلافات بين الزوجات وأزواجهن، الذين عادة ما يرغبون منهن بأن يشترين الاحتياجات الضرورية فقط، ومعظم تلك السلع التي يقومن بشرائها لا يستخدمنها، وإنما جاءت في حالة البحث عن السعادة، وخنق أفعى التوتر ولجم لسانها عن الفحيح.

وكثير من النساء يعللن هوسهن بالتسوق، بأن الموضة بحالة تغير متواصل، وكثرة العلامات التجارية في الأسواق اليوم مع التطور الحاصل في العالم، ووصول البضائع والمنتجات بشكل أسرع وأسهل، وزيادة متاجر الثياب والعطور والساعات والحقائب والاكسسوارات، اضافة إلى تسويقها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما يسهم بصورة كبيرة بإغرائهن، ودفعهن لشراء السلعة، كذلك مغريات طرق الترويج لتلك المنتجات، من خلال وضع تصاميم وزخارف وألوان وأشكال وطباعة تبدو في غاية البراعة والإتقان، وكل ذلك بهدف إرضاء الزبون، ووقوعه بمصيدة الشراء.

ويذهب الأمر إلى منحى آخر، حين تقوم المرأة بالاستدانة والاقتراض، بسبب هوسها القهري بالتسوق، ولشراء كل ما ترغب وما لا ترغب به من دون وعي، وتفكير بالنتائج الوخيمة المترتبة على ذلك، ومنها حصول أزمات مالية وزوجية واجتماعية، ستؤثر على مجرى حياتها، وجعلها في أتون من المشكلات المستمرة، إذ لم يتم معالجة تلك الظاهرة، لذلك فمن الضروري التقليل من التجول داخل المجمعات التجارية، والتحكم برغبة التسوق للحد من هوسه، والتفكير قبل شراء أي منتج وقيمته، واللجوء إلى اقتناء الأشياء الثمينة التي تعود بالفائدة مستقبلاً، كشراء المصوغات الذهبية واكتنازها، وممارسة الرياضة والجري عند الشعور بالقلق، وبحالة مزاجية سيئة.