يوما ما حين كنت أعطي مجموعة من الدروس التدريبة والتنموية كنت أقف أمام مواقف عديدة من حياة الأشخاص فيسألون كيف نواجه هذه الصعوبة وتلك، أم كيف نتصبر وغيرها وهنا كان دوري وعظيا ارشاديا، وأحيانا أنقل بعض تجاربي في حال مررتُ بتجربة مماثلة، مع ذلك غالبا أردد (أن هذه النصائح والأساليب لا تنفع مع الجميع لكن يستطيع الانسان أن يستخلص منها فكرة تفيده)، وأيضا أخبر صديقتي بأن (المشاكل جميعا لها حلول ما دامت لا تمسنا بشيء)، ومع كل هذا السعي والقراءة والدورات والتجارب، إلا أنني حين خضتُ تجربة معينة كنت أقف عالقة في المنتصف بالرغم أن جميع الحلول أمامي لكنني عاجزة عن اسقاطها على واقع التنفيذ، خصوصا مع حكم العاطفة والكرامة والمشاعر لا يستطيع أن يأخذ العقل دوره بالكامل، لكن مع ذلك استمررت بالمحاولة وطرقت باب العديد من المحاولات، حتى استطيع اعادة الأمور والحياة إلى مسارها الصحيح، في خضم تلك الفترة كانت تنهال عليه مجموعة من النصائح بعضها مثالي جدا لا ينطبق مع واقعنا بصورة عامة وآخر حازم لا يليق بالمبادئ الاخلاقية التي اتبناها وغيره جارح اتجاوزه بصمت أو بتعليق بسيط، وآخرون استطاعوا تقديم حلول منطقية خالية من العاطفة والعكس حين قدموا لي طبقا من الحلول العاطفية واستخدام الدموع سلاحا للحصول على ما أريده، في العموم كانتْ كل تلك النصائح تلهمني في اختيار ما هو مناسب لي، بعد وضعه على ميزان العقل والعاطفة والمبادئ والدين.

إلا أنني توقفتْ عند بعض النصائح التي كانت تدفعني لارتكاب ما يضر حياتي بنتائجه غير السليمة، كيف لشخص أن يكون خارج الدائرة ويستمع من طرف واحد وغير ملم بالمواقف ويطرح رأيا أو يسدي نصيحة تمثل ما بداخله من غضب على المجتمع وطريقة تعامله!

والأدهى من ذلك ماذا لو أن الطرف المقابل سمع لتلك النصيحة وطبقها!

إن عرض المشاكل الاجتماعية أمام عدة أطراف أو في مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة الاصغاء إلى الجميع ومحاولة تطبيق ما يقولونه دون العودة لخلفيات الاحداث أو طبيعة البيئة هو السبب الرئيسي اليوم في تهالك العوائل والأطفال وضياع النساء وغيرها من مشاكل المجتمع، فمن الضروري أخذ النصيحة من المختصين في المجال وبعد شرح المواقف كاملة بدون تحيز وتطبيق ما يناسب الفرد منها.