في نقاش وسط أجواء عائلية والذي أخذ منحى جدال ضاعت فيه معاني المصطلحات فالاحترام والدين والعادات الاجتماعية والفقه كلٌ ينعى معناه، فعندما اختلفت المسألة الفقهية مع التقاليد أصبحت لا تنتمي للدين والذي يُصرح بها أما غير محترم أو أنه قلل احترامه على الطرف الآخر، أما التكذيب فهو الكرة التي كانت تتحرك ذهابا وإيابا بين الاطراف المتناقشة!

في هذه اللحظة شعرتْ أنه عليّ التدخل وإيضاح الفارق بين الدين وفقهه وما بين العادات والتقاليد الاجتماعية مع أدلة من سير أهل البيت (عليهم السلام) وأحاديثهم، فكان مصيري ملحقا بهم حينها شعرتْ لأول مرة وبصورة فعلية بثقل وما عاناه رسول الرحمة من جهل قومه.

في الحقيقة نحتاج إلى منهج يحتوي على فقه المصطلحات لكي يتربى الطفل منذ نعومة أظفاره على فهم الخطوط الخاصة بكل مصطلح حتى يعرف متى تجاوز هذا المصطلح وانتقل إلى غيره، فكثيرا ما نسمع باشتداد الصراع بين الآباء والأبناء حول تخصص معين او زيجة يختارها الآباء ويرفضها الأبناء ويبقى السؤال هل وصل هذا الإبن إلى العقوق عندما رفض قرار والديه أم أنها حرية الإبن، ويبقى فريق ينصر لهذا الجانب وفريق لذاك.

إن الشارع المقدس وضع كل هذه الحدود حيث الاحكام على تشريعات طابعها تنظيمي وأخرى ذات طابع تربوي وحتى الصحي منها والقانوني التي تنظم للفرد اتجاهه ومصطلحاته فعندما يعرفها سيفرقها عن سواها وبالتالي سيتخلص من تعذيب الفوضى برأسه على الأقل، ونستطيع بناء جيل يعتمد في تفكيره على بنية شرعية قوامها التعاليم الاسلامية المنظمة لحياة الفرد، فهو العمادة التي منها ينطلق إلى المجتمع ويبدأ صلاحه، وأن يبدأ كل فرد بالتفكير بأهمية فهم مصطلحات حياته لأنها تغنيه عن كثير من المشاكل والتصادم مع الآخرين ونفسه.