تُصاب بعض العلاقات الزوجية بالتدهور لأسباب عديدة يصل بها الحال إلى الموت العاطفي أو حتى الانهيار ومن أهم الأسباب التي تضاف إلى قائمة الأسباب الكثيرة هو (تيه العلاقة) وأعني بها حينما تكون العلاقة (بلا أهداف) وهل يا ترى أن عدم وجود الأهداف في العلاقة سبب مقنع للانهيار أو الجمود؟

إذا عرفنا أن أهم عوامل النجاح في العلاقة الزوجية هو عامل (الحماس والرغبة الشديدة في التفاعل بين الزوجية) وهذا الحماس لا يمكن أن يكون حقيقيا ما لم يتصل بأهداف محددة.

والدليل تجد أحدهم بارد عاطفياً أو غير محفز أو غير متفاعل في جوانب محددة من الحياة كالوظيفة أو الأعمال المنزلية أو العلاقات الاجتماعية ولكن تجده في حالات أخرى كتلة من الحماس عندما يمارس اللعبة المفضلة أو إعداد وجبة الفطور أو ممارسة هواية مرغوبة لديه.

والتساؤل: لماذا نجده متحفزاً في جوانب معينة وغير متحفز مع جوانب أخرى؟

الجواب هو الهدف فحينما يكون فعله متصلا بهدف وهذا الهدف واضح ومن المرجو أن يكسبه لذة أو يبعده عن ألم تجده متحمس جداً لمثل هكذا أفعال.

فالعلاقة الزوجية حينما تكون عبارة عن إدارة متكاملة مرتكزة على نقاط شروع ونقاط انتهاء وتبدأ بحصر الاحتياجات الفعلية لنجاح العلاقة وتوضع خطط للحصول على هذا الاحتياجات وتنظم الأدوار ما بين الزوجين وتبدء عملية التنفيذ المتوازن يعقبها حالة تقييم مستمرة وبنّاءة تكون العلاقة سائرة بشكل سليم وتتجه نحو أهداف مرسومة سلفاً متفق عليها بين الطرفين.

وحتى يمكن استنقاذ العلاقة الزوجية من التيه وأن لا تكون لقمة سائغة للتدخلات والفوضى بممارسة الأدوار، وتكون مملوءة بالحماس والرغبة المشتعلة للنجاح والسعادة يجب أن تُبنى على أهداف مشتركة متوازنة بعيدة عن الأنانية في الأهداف أو العمل الفردي في تطبيق الخطة الزوجية أو القسوة في التقييم، فمن الآن بادرا إلى أن تكون العلاقة واضحة ومحددة الأهداف وموزعة الجهد بشكل عادل بينكما.

مثال للأهداف:

 1- ايجاد أسرة سعيدة وناجحة تساهم في بسط العدل الإلهي.

 2- هدف ايجاد زيجة ناجحة بكل المعايير لتكون مثالا للزيجات الأخرى.

 3- هدف ايجاد أسرة علمية قادرة على اضافة لمسات ثرية للعالم .

 4- هدف انجاب طفلين في الخمس سنوات القادمة.

 5- هدف توفير مبلغ مالي شهري من أجل الحصول على سكن بقيمة، بمساحة، بمدينة.

 6- هدف الزيارة الاسبوعية أو الشهرية للأهل والأقارب.

 7- هدف اليوم الترفيهي الأسبوعي للزوجين.

 8- هدف التعاون المنزلي في التنظيم والتنظيف والترتيب.

 9- هدف الصدقات الجارية.

 10- هدف الدراسة والتعلم المستمر.

وغيرها من الأهداف الواقعية والمتفق عليها وأن تكون محددة بزمن وقابلة للقياس متوافقة مع قيم وثوابت الزوجين مصاغة بشكل إيجابي ومكتوبة ملبية لكل جوانب الحياة.

يبقى هناك ثلاث أمور هامة لنجاح العملية وهنّ:

 1- من الممكن أن تكون الأهداف صعبة ولا تتحقق بالشكل أو الزمن المقرر وهذا الأمر يتطلب (المرونة) والتحفيز المستمر بين الزوجين من أجل التماسك والاستمرارية بذات الحماس.

 2- ربما تقع أخطاء في رحلة الأهداف الزوجية وهذا أمر مرجح تماماً وهنا يتطلب إعادة الصياغة والتوجيه واحتراف النقد الموضوعي والتوافق لإجراء التعديل السريع لضمان نجاح الخطة.

 3- لا تنتظر الحماس يأتيك حتى تعمل بل اعمل وسوف يأتيك الحماس، فالتحرك والمبادرة لوضع أهداف للعلاقة أمر غير محفز للكثير لذلك لا تنتظر الإلهام والتحمس لوضعها وإنما شقا ظلام البرود والتراخي واعقدا جلساتكما من أجل رسم خارطة الطريق للعلاقة حتى لا تبقيا في تيه مستمر.