في مجال التمثيل غالبا ما نكره او نتعلق بالممثل الذي قام بهذا الدور في هذه المسلسل وقد تستمر هذه المشاعر تجاه الممثل وإن ظهر في دور آخر، وهذا دليل عى أنه أجاد دوره، ويمكن التعبير بمفهوم آخر أنه تحمل مسؤولية أداء هذا الدور فأجاده حتى أقنعنا بهذه الشخصية، وعلى أرض الواقع نجد نساء كُثُر أجدن الدورين (الأب و الأم) في آن واحد حين تعرضت حياتهن لفقد الرجل، وهذان الدوران تحملتهما مع صعوبتهما فقط لأنها وُضعتْ تحت مسؤولية، فالمسؤولية هي جذوة تحدٍ للمرء يستطيع من خلالها أن يكتشف قدراته الخاصة، وهي نقطة التحول التي تجعل الإنسان يتغير ويتفاعل بل أحيانا يكون مستمتعا بما يقوم به لأنه يرى أمامه طاقة لم يمن يألفها في نفسه وهو مجبر على استثمارها لإنجاح نفسه في هذه الدور المناط إليه، قد يتعب ويصل إلى الانهيار لكنه يُصر على قدر تلك المهمة، هذه رسالة من رسائل الطف التي استلهمتها من حديث محوره السيدة زينب (عليها السلام) وعن مجموعة من المسؤوليات التي تحملتها في الطف فأجادتْها بامتياز، فعلى مستوى المسؤولية الاجتماعية تسيّدتْ بمواساة أخيها الحسين (عليه السلام) وحفظت الوصية بحماية النساء والأطفال، وكانت مصدر إلهام لقافلة من الأرامل واليتامى فتحتضن هذه وتواسي تلك، وهي المرجعية للقافلة ونظر الجميع متوجه إليها، وعلى مستوى المسؤولية الدينية لم تقف موقف العاجز والضعيف الذي يعيش أجواء المعارك لأول مرة، أو موقف المرأة الثكلى المغلوب على أمرها فتنقاد لما يقول الطاغي خوفا منه، بل كانتْ لديها رسالة دينية تحمل ثقلها من جدها رسول الله إلى أخيها الصريع (صلوات الله عليهم) أدتها في حوار لا يقل شأنا عن خطاب جدها وأبيها وبلاغتهما وفصاحتهما وأخلاقهما في الطرح، فأجادتْ السيدة (عليها السلام) كل أدوارها بجدارة حتى غيرتْ مسار التاريخ وانتصر المظلوم على الظالم.