"قد يصنع أحدهم كعكة بسيطة، ولكنه يُتقن عملها لتكون بداية لمصنع حلوى"

أتقن عملك تحقق أملك، إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه ولا يمكن للمرء أن يشعر بقيمته دون أن يعمل فإتقان العمل يساهم في تطور المجتمعات وتنظيمها على أوسع نطاق كما أن سر نجاح الإنسان ومفتاح التقدّم والإزدهار مرتبط بالعمل والإتقان وتحصيل مهارات العمل حتّى تصل إلى أعلى درجات المهارة بمرور الوقت إضافةً إلى التخطيط ووضع آليّة عمل تحث على الإنتاجيّة، والتدريب بشكل مكثف فإخلاصك في عملك بداية الوصول للقمة والعمل الذي لا إخلاص فيه لا يُثمر الخير، العمل ضرورة إنسانية ويعتبر في الإسلام عبادة خالصة، فالشريعة الإسلامية تدعو إلى العمل والإنطلاق وعدم الركون للكسل، فالإنسان يجب أن يكون إيجابيّ وينطلق في هذه الدنيا متنقلاً طالباً ما عند الله من خير، وهذا الإنطلاق لا يكون إلا بالعمل، وعلى الإنسان أن يستشعر مراقبة الله سبحانه وتعالى، وأن يؤدي عمله على أتم وجه ممكن والإلتزام بإتقان العمل يجعل الفرد يحظى بمركز متميز بين زملائه، ومن ثم تتاح له الفرصة للحصول على الترقية وغير ذلك، فلتأخذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل توقف عن التفكير ونفذ بإتقان، ونتذكر دائماً أنه لا قيمة للعمل السهل غير المتقن والإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أيّ شيء وأي عمل، فالحضارة لم تقم بالأفكار وحدها بل قامت بسواعد العاملين، ومن النصائح التي تساعدك على تحسين جودة عملك:

أن تتعامل بجدية على أن عملك هو مصدر رزقك وتبتعد عن كل الملهيات التي تعطلك عن إنجاز أعمالك في وقتها المحدد كأن تضع هاتفك على وضعية الصامت أو تغلقه وتتوقف عن إهدار وقتك في تصفح وسائل التواصل الإجتماعي إضافةً إلى وضع تركيزك كله على مهمة واحدة في كل مرة دون محاولة تنفيذ أكثر من أمر في الوقت نفسه والتعرف على المهام والسلوكيات المطلوبة منك بدقة مما يساعدك على العمل عليها بكفاءة عالية والحرص على مواصلة التعلم وتطوير نفسك ومهنتك بإستمرار، فالموظف الناجح يساعد إدارته على التركيز والتفرغ لمهامٍ أخرى لثقتهم به وضمان الجودة في تنفيذه للأعمال ومن صفات الموظف الفعال: (أن يكون محترفاً ويتحلى بالمهنية في كل تفاصيل العمل، ويعلّم مهامه الوظيفية وما المطلوب منه إنجازه ويقدم أفكار مبتكرة، وهو مُتحدثٌ جيد وحسن المظهر ولديه قدرة على التنظيم، كما أنه مخلص ويشعر بالإنتماء وأن تحقيق أهداف وتوجهات مؤسسته من مسؤوليته حيث أن محفّزِه الأول هو الشغف وحب العمل، ويستطيع إنجاز أكثر من المتوقع منه ببذل قُصَارَى جهده في العمل كما أنه معطاء ومتواضع يشارك تجاربه وخبراته مع زملائه ويأخذ زمام المبادرة عند الحاجة ولا تجده مُتغطرساً بل يُثبت كفاءته بعمله الجاد وإنجازاته الملموسة وهو مبدع ومستعد للتطور ويتحلى بروح الفريق ولديه أهداف مهنية واضحة إضافةً إلى إمتلاكه لمهارات التواصل اللفظي والكتابي الفعّال، كما أن الموظف المتميز إيجابي وقادر على إتخاذ القرارات ويتمتع بالذكاء العاطفي، إذ يفهم مشاعر الآخرين ويتعاطف معهم، ويتكيَّف مع المُتغيرات، ويُتقن مهارة الإصغاء كما أن لديه حس بالمسؤولية ويعمل بأمانة

دون رِقابة مُباشرة وتحفيزٍ خارجي)، فحين يجتهد المرء يمكنه أن يصعد للقمر، وحين يتقاعس لا يمكنه أن يصعد السلم، وأكثر ما يستحق الخجل أن يكون الشخص لا يخلص لما يفعل وكما قيل عليك أن تحذر الإنسان المهمل فهو مفسدة للوقت والخُلق ومن أراد دينه ودنياه، فليتقن عمله.