الأسرة لها دور هام وكبير في تنمية فكر وعقلية الطفل وذلك من خلال المعاملة الحسنة والتربية الصالحة التي حث عليها الإسلام واهتم بها الأئمة (عليهم السلام) لذا على الوالدين أن يعطوا أطفالهما جزءا من وقتهم لتنمية عقولهم وبناء فكرهم وذلك بوضع برنامج لتربيتهم، من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها:

1-  تخصيص جزء من الوقت للعب مع الأطفال

بما أن الأسرة لها دور فعال في بناء تفكير الطفل من خلال اللعب وجب على الوالدين تخصيص وقت للعب مع أطفالهم ومشاركتهم في كل صغيرة وكبيرة.

ومن الفوائد التي تعود إلى الطفل بالنفع حينما يشارك الأب باللعب معه (احياء شخصيته، تدريبه على الاستقلال في إدارة حياته، إخراج طاقاته الكامنة، ادخال السرور على قلبه.

2-  زراعة الثقة في أطفالكم

كل أب وأم يحرصان على تحقيق مطالب طفلهما ويرغبان في تنشئته نشأة صالحة ليصنعا منه انسانا متكامل الشخصية وهناك عدة عوامل تساعد على زرع الثقة لذات الطفل منها: (احترام شخصية الطفل، النظر له دائما بأنه رجل ذو شخصية، الايحاء له بالبطولة والشجاعة حتى يستطيع أن يخوض كل شيء بشجاعة، تشجيعه على تحمل المسؤولية بإشراكه للقيام في بعض الاعمال، اللعب معه حيث يكسبه الثقة بذاته لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من كان عنده صبي فليتصاب له".

3-  تخصيص وقت للجلوس مع الأطفال:

ما يجعل العلاقة الاجتماعية مترابطة رصينة في داخل الأسرة أن يخصص الوالدان وقتا للجلوس مع أطفالهما ويحدثوهم على سائر المجالات والسؤال عن أحوالهم في المدرسة ومع أصدقائهم خاصة الأب الذي يقضي وقتا طويلا خارج المنزل لذلك يجب على الأب أن يخصص وقتا للطفل.

4-  تنمية القدرات الجسدية

قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) الطفل يولد ضعيف الجسد عاجز عن حركة جسمه شيئا فشيئا حتى تنقضي الأشهر الأولى بعدها يستطيع تحريك يديه ورجله ويحاول الجلوس وينمو خطوة بخطوة لذلك يجب على الوالدين الاعتناء به وذلك عن طريق:

الغذاء الصحي: الغذاء ضروري لحياة الإنسان فهو يؤثر تأثيرا مباشرا على صحته وقدرته على العمل والحركة، لذلك أهتم الإسلام بالإنسان منذ ولادته حيث أشبع حاجاته الفسيولوجية عناية الله بالإنسان إذ خلق له الغذاء المحتوي على العناصر القوية اللازمة له في صورة حليب الأم ولا يقتصر على حليب الأم بل يحتاج إلى المواد الغذائية المتنوعة مثل البروتينات, النشويات, الدهنيات, الاملاح المعدنية لما لها من فائدة تعود عليه بالنمو الصحيح، فمن فوائد الغذاء يمد الجسم بالحرارة والطاقة اللازمتين للعمل والنشاط والوقاية من الأمراض وبناء انسجة جديدة.

تدريب الطفل على تمارين رياضية: جسم الطفل يحتاج إلى تنمية وحركة ونشاط كما يحتاج إلى الغذاء والنوم فعندما تعتني الأم بنمو جسد طفلها بحيث تمارس معه الرياضة البدنية يساعد ذلك على نمو ذكائه فقد اثبتت الدراسات الحديثة العلاقة بين النمو الجسمي وارتفاع النمو الذهني لدى الاطفال.

القدرات الاجتماعية: سعى الإسلام إلى تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع الإسلامي ويتضمن بناء العلاقة والاخلاق والقيم الفاضلة لكي يصبح المجتمع كالجسد الواحد.

تعويد الطفل على ممارسة الواجبات الدينية: من أولويات التربية التي لابد من حضورها هي تنمية الجانب الروحي في قلب الطفل فالطفل يتأثر بالكلمات التي سجلت في اذنيه يوم الولادة حيث يبقى صداها في اذنيه.