كثيرا ما تعصف بحياتنا نوبات من اليأس والإحباط، فتنهار عزيمتنا أمام أول موقف فنقرر الاستسلام حين لم نحقق ما نريده ونطمح أليه، فتسيطر علينا حالة من انعدام الثقة بإيجابية المستقبل، ونشعر بأننا مقيدون ونغير من مبادئنا أحيانا أو نرتبط بعادات سيئة، ونمط حياة لم نألفه من قبل، ونعتبر أن هذه النهاية وبأننا فشلنا، ومرجع كل ذلك لضعف أيماننا بأنفسنا، وانعدام الثقة وسوء الظن بقدراتنا، ونتيجة للضغوطات التي تواجهنا من الأسرة والمجتمع وأماكن العمل تقف تلك عقبة، وحاجزا بيننا وبين الوصول لما نصبو أليه.

ولو تمعنا جيدا في حياة الأشخاص الناجحين لوجدنا أنهم خاضوا الكثير من التجارب الفاشلة، والمرهقة من دون أن يستسلموا ليحققوا نجاحهم، فاليأس بمعنى أن نهرب لعزلة الكسل والاكتئاب، متخلين عن طموحاتنا وسبل تحقيقها وهو من الأمراض النفسية.

ولكي نتجاوز تلك العقبات علينا أن نزرع الأمل والتفاؤل بداخلنا ونشره بين الآخرين، والبحث عن البدائل والخيارات المتاحة، وضرورة التخطيط المسبق لما نرغب بتحقيقه كي لا نصاب بالخيبة، متخذين بعين الاعتبار البيئة والواقع الذي نعيشه، وتحديد الأهداف، كما يمكننا الاستفادة من خبرات الآخرين ونجاحاتهم، وكيفية تغلبهم على التحديات التي واجهوها، ويعد مكسبا وخطوة سليمة في طريق تحقيق حلمنا مع الابتعاد عن المحبطين، والذين يدفعوننا لليأس والخمول فهؤلاء يهدمون طاقتنا، ويجعلوننا متوترين وقلقين طوال الوقت، واللجوء لإفراغ ما يعترض حياتنا من ضغط ومعاناة لمن نثق بهم، ويقدمون لنا النصح والفائدة وأن يكونوا مفعمين بالإيجابية، ومن المهم أن نتخلص من الذكريات المحبطة والمدمرة، والتذكر باستمرار أن الألم والضيق لن يدوم طويلا.

ومن الطرق الناجحة أيضا للتخلص من اليأس هو الشك فيه، وذلك من خلال التشكيك بالتفكير الخاطئ والسيئ، والنظر للأمور بإيجاب، وتغيير الأفكار السلبية والسلوك الهدام، فالتغيير يبدأ من الداخل، والنظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس، والتطلع لفجر مشرق بدلا من القنوط، والاستمتاع بالتفاصيل التي ترفع من معنوياتنا، كممارسة الرياضة، أو الرسم أو قراءة حكاية جميلة، بالإضافة إلى التسلح بعبارات تعطينا دافعا في الاستمرار وتترك آثرا صالحا بداخلنا، وتجاوز من يحاربوننا، فلنركز على مصادر القوة وليس الضعف.