سيل الأمنيات يروي ظمأ السؤال.

أين أنا منك؟

تساؤل يثير فضول الروح وهي تائهة في زحمة الأشياء.. تؤيدها الأحداق بنثر دمع الأسى.

أين أنا منك؟ صرخة عاشق يجثو متأملا زهو البوح غائرا في أعماق الوجع؛ يقتلع جرح الذاكرة.

أين أنا منك؟ تعني أن أنثر القلب تحت أنين جراحاتك، وأن أهشم انكساراتي على صخور صبرك.. وأن أبحث في زحمة الأشياء عن طريق يؤدي إلى شرفاتك.

أين أنا منك؟ تعني أن أطوي طوفان وجعي وأن أترك مغازلة جرحي، وأن أهيئ حجرا لأرجم أحزانا تقطع طريق شوقي إليك.

أين أنا منك؟ تعني أن نُطفئ جمر الفراق، وأن نُوجد للحزن فرحاً، ونحيل دمع الأسى ابتسامات تشرق بالأمل.

أين أنا منك؟ ووجدان العشق يقبع في صمت الانتظار، والحب يولج عمق المعنى ويكسر هيبة الصبر المر بعد طول تجرعه.

أين أنا منك؟

استعلام عن حال يلثم ظلال الرحمة ويؤجج انتفاضة الروح والعقل والقلب معلنا انتهاء عهد الركود، وانحسار طوفان الوجع، والعودة إلى أحضان الخيام.

تساؤل يتعبد في محراب الشوق، يؤرقه يقين القلب وإيمانه.. يشدو بهمس يسمع الكون دقاته حينما تلوح له المنائر الشامخة.. فننتشي بزهو السعادة، وينثر ضوع الطهر والقداسة رذاذ العشق الأزلي بحب النبي صلى الله عليه وآله.. هنا تنقش فرشاة اليقين نقاوة على قلوب الحيارى وتُخرج منها درن الكره والبغضاء.