لعله من أكثر مشاكل المجتمع الحالية هي الابتزاز الالكتروني وانتحال الشخصيات وغيرها من المشاكل التي راح ضحيتها كثير من الأفراد حتى وضع القانون لها عقوبات وأهتم بها، إن السلطة التي يمارسها المبتز على الضحية هي نفسية بامتياز، قد نتعرض جميعا للابتزاز بصورة مباشرة أو غيرها، وأول بوابة يفتحها المبتز للدخول هي الاحتياج العاطفي في الطرف الآخر ويستثمرها من خلال خطوات محكمة، منهم من يريد الاستفادة من المال مثلا أو غيره والآخر كل ما يحتاجه من هذه العملية هو ملء الفراغ لديه بعلاقة عاطفية (غير مشروعة)، قبل بضع سنين كنتُ قريبة جدا من طالبات الثانوية وكان بيننا حوارٌ آمن حيث كنَّ يفضفضن لي من خلال سماعي لكثير من القصص وجدتُ ترابطا وشبها كبيرا بين العلاقات التي يتعرضن لها والأسباب كثيرة لستُ بصدد التحدث عنها إلا إنهن جميعا كنَّ تحت سطوة التلاعب النفسي.

فالمبتز يقوم بإقحام نفسه ومزاحمة وقت الطرف الآخر لفترة معينة، فيعرف من خلالها معلومات عن الفتاة وما تحب وما تكره، ويجمل لها نفسه فيكاد أن يكون نسخة لن يكررها الزمن من المثالية وما إن تتعود وجوده يقوم بالاختفاء والتعامل معها ببرود، هذه الخطوة تتكرر بين اقبال وإدبار للحد الذي يجعل الفتاة متعلقة بهذه الحالة تريد إقباله ليملأ وقت فراغها وعاطفتها فتقوم بفترة ادباره عنها بالموافقة على ما يطلبها من شروط، وبهذا يستطيع تحقيق رغباته ويقوم بابتزازها وأخذ الأموال أو غيرها حسب ما يريد، وهذا الأمر غير مقتصر على الفتيات فالكثير من الرجال تعرضوا لهذا النوع من الابتزاز وغيره وقد سجلتْ المحاكم العراقية حالات قتل بسبب هذه العمليات بداعي الشرف وغيره، إن الخطوة المهمة الوحيدة لعدم التعرض للابتزاز هي عدم محادثة أي شخص لا توجد بينك وبينه معرفة شخصية، وعدم ارسال المعلومات الشخصية أو الصور وغيرها، وفي حال حدثتْ مثل هذه الحالة بإمكان الجميع اللجوء إلى الشرطة وعدم تسليم أي شيء للطرف الآخر حتى يتم الحد من هذه العملية.