حوار:

ناشطة مدنية وعضو في فريق دقايق التطوعي، ومدربة تنمية بشرية حاصلة على شهادة TOT المحلية والدولية من نقابة المدربين العراقيين فرع كركوك، وعلى شهادة اختصاص مدربة ذوي الاحتياجات الخاصة من منظمة الأمل للتخاطب والنطق، هكذا بدأت رحلة سحر القره غولي، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي حديثها "للقوارير"، أشارت إلى أن التطوع مجال سام جدا، ويعود بالإنسان إلى روح الإنسانية الحقيقية، فالمتطوع يشعر بالسعادة والعطاء، وتفوق سعادة المعطى له، وينبغي التركيز على نقطة مهمة في التطوع، وهو سعادة الأخذ مؤقتة، وسعادة العطاء دائمة، وتتمنى على الدوام بأن تكون مصدر عطاء بكل حب ووفاء.

أصرار

ولفتتْ القره غولي إلى أن فريق دقايق كان من نقاط التحول في حياتها، وهو أول فريق طلب منها أن تكون عضو معهم، ولن تشعر بالندم، لا سيما وأن الفريق فيه روح التأخي والتعاون بكل مصداقية وشفافية، وترى أنه جسد صُنِع للعطاء والمساعدة، وأعضاؤه هم من يسيرون به إلى قمم النجاح، ومن أسمى مشاريع الفريق وأقربهم إلى قلبها هو( مهرجان أصحاب الهمم)، حيث كانت جزء من منفذيه، وقدم المهرجان أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) بأبهى صورة و أظهرهم جزءً مهما وفعالا في المجتمع، ولهم قصص نجاح تبهر الآخرين، لمدى الاصرار والإرادة التي تكون أساس هذه القصص.

وفي سؤالنا لها عن خوضها مجال التنمية البشرية وكونها مدربة، أجابت:

"مهنة التدريب، وبخاصة في مجال التنمية البشرية برأيي مهمة ومفيدة للمجتمع، وكلي شرف وفخر أن أكون إحدى ممارسي هذه المهنة، ومجال التدريب كان نقطة تحول اساسية في حياتي، والسبب في تغيير مسار أحلامي وأهدافي للمستقبل، ويهمني أن أكون بصمة تغيير إلى الأفضل في المجتمع، وأساهم في رفع مستوى الوعي والإدراك لكل فئاته وطوائفه، على المستوى المحلي والدولي"

صعوبات

وأوضحت القره غولي أن التحديات كانت ولا زالت كثيرة وصعبة ومنها الدراسة، لكونها من ذوي الإعاقة، فالمدرسة رفضتْ أن تكون إحدى طلابها، لكن رفضهم لم يكن الطريق الوحيد الذي أغلق في وجهها، فسعيت بكل جهد أن تتعلم، لكي تمضي في طريق النجاح والإنجازات، لذلك بدأت من محو الأمية وهي بسن 22 عاماً، ثم حصلت على شهادة السادس الابتدائي بمعدل 90 عن طريق الامتحان الخارجي، والثالث متوسط كذلك، ولازالت على سلم الدراسة، والآن تنتظر أن تنتهي سنوات الانتظار التي قرتها الحكومة لطلاب الخارجي، وهو قانون أيضاً أصبح من العوائق في طريق نجاحها، فهي الآن في الثالثة والثلاثين من عمرها، ومن الصعوبات التي واجهتها كذلك هي المجتمع ونظرته للإنسان من ذوي الإعاقة، كونه ينظر لهذه الفئة بنظرة العجز، وعدم قدرته على التعايش بشكل طبيعي، أو عدم قدرته على تقديم شيء، أو حتى رسم طريق نجاح، وخلق بصمة إيجابية في المجتمع وفي حياته.

ورش

عملت القره غولي على الكثير من الورش، وأبرزها كانت ورشة (فن التعامل مع أصحاب الهِمم)، والهدف منها هو لتعليم المجتمع كيفية التعامل مع هذه الفئة بشكل راقي ومميز ودمجهم في المجتمع، وأثبات دورهم المهم والفعّال، ومن محاورها هو العمل على تفعيل قانون رقم ٣٨، كونه مهما ويهدف إلى خدمتهم، كذلك عملت على ورشات إلكترونية لمنظمات سودانية، ومنها منظمة الترا، وكانت الورشة عن الصحة النفسية، بتعريفها وطرق علاجها، وأنواع التخصصات التي تعمل على علاج الصحة النفسية. 

 مشاركات

وشاركت بالعديد من الدورات والورش والجلسات النقاشية، من أبرزها دورة TOT إعداد مدربين، ودورة التثقيف المالي، ودورة المناصرة وكسب التأييد، ودورة تدريبية حول كيفية تدريب الأسر والمدارس والمؤسسات على ترشيد الماء ومعرفة مدى نقاء الماء وصلاحيته للشرب، ودورة اختصاص في تدريب أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وجلسات كانت حول تعزيز العلاقات بين النشاط المدني والدولة والحكومات، وجلسات حول العنف ضد المرأة، والعنف الأسري، وجلسات حول قرار ١٣٢٥ وحقوق المرأة. 

شهادات

حصلت على شهادات كثيرة ومنوعة، ومنها شهادة مشاركة في دورة محادثة الإنجليزي من مكتبة الطريق في كركوك، وشهادة مشاركة في دورة المناصرة وكسب التأييد من جمعية الأمل وفريق دقايق التطوعي، وشهادة مشاركة في دورة التثقيف المالي من منظمة الأقران لتنمية الشباب، وشهادات مشاركة في جلسات حوارية في عدة مواضيع، وشهادة مشاركة من مركز تعليم القرآن الكريم بتقدير جيد جداً، وشهادة مشاركة في دورة تنضيد والتنسيق الداخلي للكُتب وبتقدير ممتاز من مؤسسة النساء المبدعات.

طموح

وتطمح إلى تولي منصب في وزارة التربية، للعمل على خلق جيل يحب ويسعى لتحقيق الأفضل والأجمل لوطنه ومجتمعه، لا سيما وأن المجتمعات المتحضرة والفعالة أساسها يكون بأبنائها، الذين تعلموا بالشكل الصحيح والصحي.