تختلف الفترات التي تمر على الانسان باختلاف احداثها منها من تترك أثرا جيدا ومنها من تتراكم فتولد ضغطاً مكبوتاً يلازم الشخص فيصبح وكأنه قنبلة موقوتة لا يعرف متى يضغط على زر الانفجار لتتناثر اشلاء غضبه هنا وهناك، وفي كثير من الأحيان تؤدي النتائج إلى الندم، فأحداث الحياة اليومية تحمل معها ضغوطا يدركها الانسان عندما يسير باستمرار في روتينه المعتاد، وهناك من يدرك صعوبة ذلك ويقدر حالة الشخص وآخرون يستهينون به ويعدوها أوهاما لا وجود لها.

الضغط النفسي هو واحد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بجانب اضطرابات أخرى مثل القلق والمخاوف المرضية وغيرها ويرجع سبب تفشيه إلى احتمالية إصابته العالية لأي فرد وتعقّد الكثير من أمور الحياة وانسحاب القيم الروحية التي كانت تمد للإنسان شيئًا من الطمأنينة والسلام وان تفشيه بصورة كبيرة في المجتمع وجهت للقوارير سؤالاً لمعرفة الآراء حول هذا الموضوع:

هل سبق وتعرضت الى ضغوط نفسية وكيف استطعت التخلص منها؟

قالت اسراء حسين طالبة في كلية الهندسة: "إن الضغوط النفسية الجزء الثابت من الحياة وإن الراحة والاستقرار هي الجزء غير الثابت من الحياة لذا يجب على الإنسان أن يعتاد على عدم الاستقرار ويتعامل معه بشكل روتيني (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ)

ومن هذا المبدأ يجب أن يتعامل الانسان مع ضغوطات الحياة كروتين عادي وطبيعي، وقد تعرضت للكثير من الضغوط النفسية بشكل مستمر ومتتالي وهذا جعلني أتكيف مع كونها روتينا وأحاول قدر الإمكان بالتخفيف على نفسي من خلال ممارسة الهوايات التي أحبها مثل مطالعة الروايات البوليسية، مشاهدة الأفلام والفيديوهات الكوميدية لأن هذا يعتبر علاجا نفسيا (العلاج بالكوميديا)، المشي لمسافات طويلة فهو يساعد على تفريغ طاقة سلبية كبيرة وينظم عمل الدورة الدموية، تجمعات الأصدقاء.

ولكن لدي وجهة نظر قد تكون مختلفة بعض الشيء إن أهم العلاجات للأذى النفسي هو عيشهُ بكل تفاصيله وليس محاربته فإذا شعرت بأنك تريد أن تكتئب فـِعشه ولا تحارب مشاعر الحزن بل عِشها بتفاصيلها لأنك إن تجاهلتها ستظهر بل تنتفض بشكل مضاعف وقاسي، فأنا أتفهم أن بعض التصرفات المبهمة أو الغريبة للأشخاص تعود لكونهِ يعيش يوماً سيئاً أو فترة سيئة وهذا من حقهِ كإنسان وهذا الشيء فهمتهُ عندما أخبرتني أستاذتي بالجامعة (أنني لستُ مضطرة أن أضغط على نفسي لأكون بأعلى طاقة وأفضل اسلوب مع الآخرين وأنا أمر بأسوأ فترات حياتي لأن هذا يحملني جهداً مضاعفاً) فبالنهاية نحنُ بشر ولسنا مكائن نعيش الأسود والأبيض في ذات الصورة داخل نفس الإطار".

 

وأجاب علي محمد/ موظف: "من الطبيعي أن أتعرض للضغوطات والمشاكل وهذا بطبيعة العمل فهو وارد واستطيع التخلص من الضغوط من خلال التفكير بأساس المشكلة ومحاولة استئصالها من الجذور لجعل الطاقة السلبية تتبدد إلى أن تتلاشى وتختفي"  

 

كما أجابت رؤيا فاضل / اعلامية: "نعم تعرضت، واستطعت تجاوزها عن طريق الالتجاء بالله عز وجل وكانت وسيلتي الدعاء مستشفعة بأهل البيت والتوسل بهم وأنا كلي ثقة بأن كل كربة وحلقة بلاء تفرج عند أبوابهم، وأيضا أحاول استشارة بعض الأصدقاء ممن أثق في حكمتهم ورجاحة عقلهم في التعامل مع المحن والصعوبات وقد تكون لهم تجربة تشابه أو تحاكي تجربتي فأنهل من خبرتهم في كيفية مواجهتها".

 

وأضافتْ فاطمة حسن/ كاتبة: "كل فرد فينا معرض لكثير من الضغوط النفسية، وهذا وارد جدا نحن كبشر في سوق العمل وميدان الحياة وطبيعة الإنسان التي جُبلِت على العجلة لابد ما نزج أنفسنا في مجموعة من الضغوط، فضلا عن طريقة التفكير والتعامل معها ومادام لكل فرد اسلوبه الخاص بالتعامل مع مشكلاته كنتُ التجئ إلى ضريح الإمام الحسين عليه السلام حين تزاحمني الحياة بصعوباتها وكنتُ أحصل على الاطمئنان من جانب وأفرغ تلك الضغوطات وأدعو بأن أرى الحلول أو يُفرغ عليَّ صبرا، فكنتُ آتي كثيرا إلى ضريح السيد ابراهيم المجاب وأقص له حكاياي موقنة باستماعه لي وأهطل سيل مدمعي عنده، هذه الطريقة علّها الأسلم من الانفجار أمام الآخرين وهي احدى الطرق التي كان أمير المؤمنين عليه السلام يستخدمها حيث يقص حكايا غربته للبئر، ومن هذه الثقافة تعلمت أن لا أتكلم بسهولة أمام أحدٍ إلا في حال استشارة أو توضيح أمر معين، وأحمل ثقل ضغوطي بنفسي وأعالجها أيضا".