حزني 

يتصاعدُ كالدخان مع الزفير

يوم الثامن من شوّال

كابوس على قارعةِ سنيني

فالقبابُ التي تدير محور الكون

قد تكوّمت صمتًا بأمر الشياطين البشرية

الملائكة لا تزال تضمُّ الحجر الأبيض

إلى صدرها  

في كلّ عامٍ

تحمله على قلبها اللاهث شاهد عيان 

أمام الربّ

على فعلةِ أحفاد أبرهة

الكلام 

البكاء

والصراخ

قد التهمه فم الصمت

فلا يزال معبد الأحزان قابعًا

لا حيلةَ لي

غير أن أصلَ وأحمل معي ذلك النور،

 لكن لا أدري

 إلى أين أذهب به؟

لقد ضاق صدري والسبيل 

وأمسيتُ وحيدًا

أرتقُ زماني بخيط طويلَ الأمل 

ذلك الأمل المثقل بانتظار الغد

 لم يتبقَّ منّي إلّا الدمع 

أصبُّه مع الكثير من اللعنات على

أولئك الذين حطّموا القباب 

وأصبّه لعنًا

على كلّ مَن أبعدهم عنّا

لقد شاخت حسراتي

وراق لي البكاء وروّقني

كي أليقَ بجرحهم

يلتصقُ بي الحزن، 

وأرفعُ رايةَ الحِداد

فوقَ قلبي

لكي يشعر كلّ شيءٍ بداخلي

بخرابي

حتى شوارع وجهي عبّدها الليل

 فلم يبق فيّ مكانٌ؛ كي اختبئ فيه 

وأنا أستنشقُ تراب الهدم

من هناك...

روحي الممزّقة يرفعها

ريح الأسى شظايا إلى السماء

ويسقط جسدي مخضّبًا

بدمعه.