كثيرة هي الآفات المنتشرة في مجتمعنا، والتي تؤثر سلباً على المراهقين، تلك الفئة التي تمر بمشاكل نفسية عديدة واضطراب في الهرمون، كما أن للبيئة دور في تشكيل شخصياتهم، ومع التطور الحاصل اليوم زاد الخوف بشأن هذه الشريحة من المجتمع.

وتقول التربوية ايناس محمد: "إن تلك المرحلة خطرة جدا، كون المراهق يمر بتغير كبير في حياته، وفي وقتنا الحالي زادت الخطورة المحيطة به، بسبب انفتاح مجتمعنا على ثقافات متعددة، بفضل التكنولوجيا والعولمة الحاصلة، فأصبح المراهق شغوفا بتقليد المجتمعات الغربية، بطريقة ارتداء الثياب والاكسسوارات، والانجراف وراء التقليعات الغريبة، من دون وعي وتفكير".

 

أدوار مفقودة

ولفتت الاخصائية الاجتماعية بتول حسين إلى أن من تلك الآفات هي الجنوح والتنمر على أقرانهم، وتعاطي الكحول والمخدرات والادمان عليها، وهناك عدة أسباب تؤثر على سلوك المراهق، وتدفعه لارتكاب تصرف غير لائق ومضر بالمجتمع، منها تدني المستوى الاقتصادي، والتفكك الأسري، واضطراب الحالة النفسية والعاطفية، وانتشار الممنوعات والجريمة بأشكالها، والإصابة بالتوحد والتوتر والقلق، ومرافقة أصدقاء السوء، وقيامهم بسلوكيات غير سليمة، كالسرقة كذلك فأن المشاجرات بين الزوجين، وعدم التفاهم تؤثر على ابنهم المراهق وحالته النفسية، فيلجأ لإفراغ هذا الضغط من خلال ممارسة العادات السيئة، اضافة إلى أن بعض المراهقين يقومون بتقليد من هم أكبر منهم، كتقليد الأب أو العم، فيقوم مثلا بالتدخين، كما إن إعطاء المال الكثير للمراهق يدفعه لإسرافه على أمور غير أخلاقية، إما السبب الرئيسي فهو غياب الأهل في متابعة ومراقبة ابنائهم، وقضاء وقت طويل بعيدا عنهم في العمل أو السفر.

 

حلول ونصائح

ونصحت أسرة المراهق بأن تحتويه، وتقدم له كافة الدعم النفسي والعاطفي، ومتابعته باستمرار خلال تلك المرحلة العمرية، وزرع بداخله المبادئ والقيم الأصيلة، ومساعدته على ترك العادات السيئة، ومن الضروري تعليمه الواجبات الدينية والتعاليم والأخلاق، ليبتعد عن المعاصي والذنوب، وتطوير مهاراتهم وطاقاتهم الإبداعية، وتنمية مواهبهم، واصطحابهم إلى نزهات ورحلات ونشاطات ترفيهية، واشراكهم بالأندية الرياضية وتعليمهم على تحمل المسؤوليات في هذا العمر، ليتجاوزا الصعوبات مستقبلاً، ويساهمون بحل المشكلات التي تعترضهم، وتوعية المراهق بمخاطر الآفات، ونتائجها السلبية عليه وعلى مجتمعه، وتخصيص مراكز وورش وندوات ثقافية، لتثقيف المراهقين واستغلال أوقات فراغهم بأشياء نافعة، ومن الآفات الاجتماعية التي تواجه بعض التلاميذ في المدارس، هو التنمر والعنصرية بينهم، وتوجيه الرأي والتعليقات السلبية على خلفياتهم الثقافية، واوضاعهم الاقتصادية، إضافة إلى أن تطور التكنولوجيا وانتشار منصات التواصل الاجتماعي ساهم بزيادة ظاهرة التنمر بين المراهقين، كما أن تدهور الحالة العاطفية والنفسية للمراهق تؤثر على مستواه التعليمي، ويدفعه للهروب والتسرب المستمر من المدرسة، كذلك من تلك الآفات ضعف المهارات الاجتماعية، وانخفاض مستوى الذكاء، وانتشار التحرش أيضاً، بسبب الفساد الأخلاقي وغياب القوانين والضوابط، وتلعب المدرسة وكادرها دورا مهما في مكافحة المشكلات الاجتماعية التي تعترض المراهقين، عن طريق تثقيفهم وتغيير سلوكهم نحو الأفضل، وزيادة خبرتهم وتعاون المدرسة مع أسرة المراهق، للحد من مشكلاته وإيجاد الحلول لها قبل أن تتفاقم، ويصعب السيطرة عليها، ومن الضروري أن تمنح الأسرة الدعم والدفء للمراهق، وبناء علاقة إيجابية قائمة على الثقة والتفاهم، من دون استخدام التعنيف والأساليب العدائية، لأن ذلك يجعل منه متمردا، ويجب أن يتعرف الوالدين على أقرانه ومن يقضون معظم الوقت معه، ومعرفة الأماكن التي يتردد عليها، ومن المهم طلب المساعدة من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، للبحث عن المشكلات وحماية المجتمع من خطرها، كذلك وضع الضوابط والقوانين الرادعة، للحد من الظواهر السلبية.