في فكرةِ الرب

ماءٌ لمْ يٙجِد عُذرا

فسالَ - منْ بعدِ أمرٍ - يُطعمُ البذْرا

 

بفاضلِ الطينِ

دسَّ اللهُ رحمَتَهُ

منها تفرَّعَ حبلُ اللهِ مُخْضَرّا

 

وقد تٙبٙرعمٙ في آثارهِ

شجَرٌ مِنَ المُناجاةِ

لمْ يألٙفهُ مٙنْ مٙرّا

 

حدائقُ الغيبِ

لَمْ تُولَدْ وما ولَدَتْ

سوى القداسةِ غُصنَاً يدرأُ الشرَّا

 

فصرَّحَ اللوحُ يا تفاحةً

نضَجَتْ فيها الكمالاتُ:

لا.. لا تفضَحي السرّا

 

إنّ اكتمالَ الرؤى المنشودَ

مُنعقدٌ على نبيٍّ

أتى يستكشفُ الأمْرا

 

مِنْ آخرِ العشقِ،

مِنْ أقصى تَحرُّقِهِ

جابَ الفراديسَ حتّى يجبرَ الكَسْرا

 

على سُلالاتِ طينِ الارضِ

- يحزنه قيحُ التواريخِ -

كانتْ روحهُ حِرّى

 

أوحى إليهِ

وللبشرى يؤهِّلهُ

جوعُ التّيقُظِ: اقضمْ ثَمْرة البُشرى

 

فعادَ مِنْ سفرٍ

يحدو بهِ سفرٌ إلى السماواتِ،

مِنْ قيدِ الأنا فَرّا

 

تأنَّقَ

التينُ والزيتونُ في دمهِ

الزمزميُّ الذي لمْ يدَّخِرْ نَهرا

 

لكي يُرَوّي ضميرَ القاحلينَ بما

يُضْفي على سَبْخَةِ التفكيرِ كُمَّثرى

 

هُنا استفاقَ الندى المقهورُ

واغتسلتْ مدائنُ الرمْلِ

بالقرآنِ والذِّكرى

 

وبانَ ظلٌّ وجوديٌّ ستبسطُهُ

على الوجودِ جلالاً

سورةُ المَسرى

 

محمدٌ صارحَ الأسماءَ

مقترحاً على المضامينِ

ما لمْ يحملِ الإسْرا

 

هو السلامُ

الذي في صدرهِ أَمِنَتْ

سفينةٌ لامستْ في صدرهِ البحرا

 

فحانَ وقتُ اغتباطِ الوردِ

وانبلجتْ إثرَ التشوقِ

مِنْ أحشائهِ (الزَّهرا)

 

خِمارها آيةُ التَطهيرِ

أضْلعُها دعائمُ الدينِ

لكنْ كابدَتْ كَسْرا

 

محمدٌ فاطميُّ الجرحِ محنتُهُ

مِنْ أظهروا ودَّهُمْ واستبطَنوا الغَدرا

 

محمدٌ فاطميُّ القلبِ وابنتهُ

أم النبوة.. سُبحانَ الذي أسْرى

 

بصُلبهِ

اللهُ صلّى

حيثُ فاطمةٌ

أم الكتابِ وأشياءٌ بها أدرى

 

ريحانةُ الملكوتِ

استحدثتْ أبداً

للا نهاية يجري.. يشرحُ الصَدرا

 

أمُ الذينَ استعارَ الماءُ

أوجهَهُمْ فكانَ أصْفى

وأشْهى في فمِ الصَحْرا

 

يَحنو الرسولُ عليها

وهيَ تُشعرُهُ بأنّها أُمهُ

في حزنهِ الأثْرى

 

تزيحُ عَنْ قلْبهِ الدرِّيِ

حانيةً أضغاثَ قومٍ

أرادوا الوجهةَ الأُخرى

 

وهي التي آمنتْ بالصوتِ

فافتضَحَتْ صَمْتَ الرجالِ

وكانتْ ثورةً بِكْرا

 

حِجاجها أفْحَمَ الأقطابَ

مؤتزِراً عباءةَ الرفضِ

مرفوعاً بها قدْرا

 

تخبأُ الوردُ في أردانِها

وغفتْ مواسمُ القمحِ

خبزا يدحضُ الفُقْرا

 

تجوعُ كي يشبعَ الآتونَ دارتَها

لم تسألِ الناسَ عمّا أجزلَتْ أجْرا

 

تحدّثتْ

فاستعادَ النخلُ سمعتهُ

وجاسَ يثربَ هجْسٌ لم يكنْ حُرّا

 

لاذَ الدليلُ بها

واختارَ عفَّتَها

لِما تيتَّمَ مِنْ أبنائهِ حِجْرا

 

سلالةُ الألقِ الفِضّيِّ سلسلةٌ

مِنْها

إليها

إلينا

تورثُ الخَيرا

 

سيفطمُ اللهُ

مِنْ نارِ الجحيمِ بها

كل الذي اعتنقوا لاءاتها جَهرا

 

تنفّسَ الصبحُ

تسبيحاتها لغةً

تُبَسْمِلُ الماءِ في أقداحِنا فَجْرا