رقية عايد كريم بين الرسم والطب
رغم أن موهبتها لم تتعدَّ أسوار معهد الصم والبكم الذي تدرس فيه إلا أن لوحاتها تكاد تنطق بدلا منها جمالا وابداعا وبراءة وتعكس طموحاتها الكبرى في ان تصبح رسامة محترفة أو ربما متخصصة في عالم الازياء إلى جانب رغبتها في أن تدرس الطب وتصبح طبيبة مشهورة.
رسوماتها التي تبدو كأنها لوحات عالمية, علقت باهتمام على جدران القاعة المخصصة للنشاطات اللاصفية في معهد الأمل للصم والبكم في محافظة بابل الذي تدرس فيه الطالبة رقية عايد كريم حاليا والتي تبلغ من العمر 14عاما.
استعانتْ بمعلمتها الست انتظار سفاح وهي خبيرة ومترجمة لفهم اشارات يدها وتعابير وجهها ونحن نتحدث معها وعرفت أن رقية فتاة متعددة المواهب فهي تشتغل فن الأتمين وتبدع فيه إضافة إلى أنها مشروع خياطة ماهرة حيث تحرص ادارة المعهد على تنمية مواهب جميع الطالبات في فن الخياطة والتطريز لتكون حرفة لهن في المستقبل.
وفهمت من حركات يديها وهي تشير إلى بعض اللوحات أنها تعشق اللون الأسود والأحمر في الرسم وتصميم الملابس وعرفت أيضا ان عائلتها لا تشجعها على الرسم بقدر حرصها على توجيه ابنتهم نحو دراسة التمريض حيث تقوم والدتها بتعليمها زرق الابر في حين تطمح رقية أن تكون طبيبة وهي تحب الاثنين معا والأهم لديها الرسم وبعده يأتي حب مهنة التمريض.
تعلمت رقية الرسم منذ طفولتها بتشجيع من عائلتها ومن معلمتها الست تغريد هادي مسؤولة النشاط الفني في المعهد و التي تزودها بالألوان ونماذج الرسم كما أشارت بحركة من يديها ففهمتها معلمتها لتقول لنا أنها ايضا تصنع الزهور في المنزل واعمال يدوية أخرى.
وبهذا الصدد قالت الست تغريد: "إنها خضعت لدورة خاصة في عمان لتأهيل طلبة المعهد وبأنها تحاول جاهدة ان تنقل الصورة كاملة وكل ما تعلمته في الدورة من أجل تعليم الطالبات مهارات يستفيد منها الطلبة في تنمية مواهبهم وتأمين مستقبلهم ولابد للطالبة هنا أن تتخرج وفي يديها مهنة فاذا لم توفق في اكمال دراستها أو الحصول على وظيفة تناسب شهادتها فيجب تعليمها هذه المهارات لتكون حرفة مناسبة لها لذلك تحرص على تعليم الطالبات الخياطة والاتمين الذي ينفع الفتيات في تنسيق الشراشف اضافة إلى الأعمال اليدوية الاخرى".
رغبة رقية في أن تدرس الطب أصبحتْ في السنوات الاخيرة ممكنة حيث اكدت معاونة مديرة المعهد الست بان عبد الملك مصطفى: "ان مصير طلبة المعهد كان مجهولا بعد أن كانت دراستهم تنتهي بانتهاء المرحلة الابتدائية أما اليوم وبناء على التعليمات الجديدة أصبح بالإمكان اكمال الدراسة في المعهد حتى المراحل المنتهية من الدراسة الاعدادية التي تخضع لنظام البكلوريا حيث تحرص إدارة المعهد على نيل طلبتها الشهادة الاعدادية أو حتى اكمال الدراسة الجامعية موضحة أن الشهادة تنفعهم في المستقبل".
وأضافت: "لابد أن يكون هناك تنسيق وتعاون مشترك مع الدوائر المعنية مثل مركز التدريب الشعبي التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث من الممكن أن يقوم بالتفاته وينظم دورات لطلبة المعهد لتعليم الطلبة الذكور النجارة مثلا أو الحاسبات والحلاقة لكلا الجنسين ونتمنى أن يوصل صوتنا من خلال الاعلام للجهات المعنية لكي يكون هناك توجيه رسمي بهذا الصدد واستغلال العطلة الصيفية في تنفيذ ورش عمل يحتاجها الطلبة لحياتهم المستقبلية".
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري