المال والسعادة هذه المعادلة الأزلية التي اختلف حولها المفسرون والمنظرون وما زالت تتبع مزاجيات الأشخاص وتطلعاتهم.

ولطالما كان المال وسيلة للعيش برفاهية معقولة ومن ضروريات الحياة الملحة وليس كما يتصورها اللاهثون حول المادة الغاية الأكبر والحلم الذي يراود مخيلتهم نحو السعادة المنشودة وقديما قالوا (اذا جاء الفقر من الباب هرب الحب من الشباك) ولكن هل يجلب المال السعادة حقا؟ وكم من المال يجعلنا سعداء؟

هناك أيضا من يملك المال ولا يحسن التصرف به ويضيع معه في متاهات الحياة الحديثة ويحسب على أخوان الشياطين ولا يعرف (إن من معه قرشا يساوي قرش) على رأي أخوتنا المصريين.

ولكن مع غلاء المعيشة والازمات الاقتصادية أصبح البقاء على قيد الحياة أولا ثم السعادة لاحقا وأصبحنا في وقت يعتبر الرمز السري للسعادة هو مقدار الراتب وكم تملك من أموال.

والسؤال الأهم هل المال يجعلك سعيدا ولكن هل يكسب الأفراد الأكثر سعادة المزيد من المال ولكن الإجابة على هذا السؤال هو نظرة واحدة تكفي على مجموعة من الأطفال والمراهقين لنحدد مستوى سعادتهم.

ودراسة جديدة تقول كلما زاد المال الذي تملكه قلت سعادتك وتعاطفك مع الآخرين وإن ليس كل الاثرياء سعداء ولا يعانون من القلق والتوتر وليس لهم مشاعر سلبية بل بالعكس هناك من هو تعيس و متشائم بشكل مدهش وبخيل أيضا وهنا يقول توماس سكوت: "إن الفقراء يعتقدون أن السعادة في المال في حين أن الأغنياء ينفقون المال بحثا عنها".

المال لا يشتري السعادة لكنه من الممكن أن يجلب بعض الراحة عندما تصبح حياتك أكثر بؤسا كما أنه يجلب السعادة إذا أحسنا استخدامه وانفاقه في الاتجاه الصحيح وقد لا يجلب السعادة أيضا ولكنه في أغلب الأحيان يقلل من شعورك بالتعاسة في حين أن الحياة ما زالت تثبت لنا ان القناعة هي السعادة الحقيقية وهي الكنز الذي لا يفنى.

السعادة لا تشترى بالمال بل هي التفاهم والانسجام ومجموعة من العلاقات الانسانية التي يعتبر فهمها فنا من الفنون الجميلة ولها أسباب روحية بعيدة كل البعد عن عالم الماديات.