أثبتت جميع الدراسات والبحوث في مجال الإعلام وعلم الاجتماع التأثير الكبير لتلقي وتفاعل الأطفال مع افلام الكارتون وتاثيرها على سلوكهم الاجتماعي وعلى نفسيتهم وعقيدتهم في بعض الأحيان، لكن هناك اشكالية كبيرة في مضامين افلام الكارتون التي تتقاطع بعضها مع مجتمعاتنا العربية والإسلامية المتسمة بخصوصيتها وطبائعها والأعراف والتقاليد التي تختلف عن المجتمعات الاخرى؛ مثل الاختلاط بين الجنسين وعلاقات ما قبل الزواج والمثلية والإلحاد وغيرها مما يتم سردها وتقديمها في بعض مشاهد افلام الكارتون التي يتم انتاجها على الأغلب في مجتمعات مغايرة عن مجتمعاتنا.

هذا الأمر اثار انتباه المؤسسات التربوية والإعلامية والاجتماعية والدينية ودفعها إلى اطلاق فضائيات مخصصة للطفل العربي والمسلم وانتاج افلام كارتون تلائم خصوصيات مجتمعنا ونابعة من تراثنا الغني والثر ببطولات آل البيت الأطهار (عليهم السلام) والصحابة الأبرار والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين ودورهم في تقدم وتطور المجتمع في تلك الفترة وأهمية تتبع اثارهم والاقتداء بسلوكهم وفكرهم حفاظا على قيمنا وتقاليدنا الاجتماعية المبنية على الأخلاق واحترام الآخرين والتعايش معهم وعدم الكذب والنفاق والاستهزاء بالآخرين والالتزام بالنظافة وحب العمل وتحصيل العلم وعدم الغش والخداع واهمية صلة الرحم واحترام الوالدين وكبار السن وحب الخير وعدم الإيذاء حتى لو كان حيوانا أو حشرة او نبتة بل اوصانا ديننا بالتعامل الرحيم معها وتشجيع زراعة وسقي النباتات والاشجار واعتبارها صدقة جارية لفاعله.

تراثنا غني جدا مليء بالمآثر والقصص الواقعية الغنية التي يمكن ان تتحول إلى افلام كارتون مؤثرة وفاعلة بالإمكان توجيهها للصغار والكبار في آن معا؛ لتغيير الصورة النمطية السلبية عن مجتمعاتنا جراء ممارسات بعض المتعصبين الذين نقلوا صورة سيئة عنا.

التطور التقني الكبير والمتسارع في مجال الانميشين وافلام الكارتون يحتاج إلى ميزانيات وخطط مدروسة لمواكبة العصر وسحب أطفالنا من القنوات والمواقع الإلكترونية الوافدة التي لا تنتمي لمجتمعنا والعمل على تقديم اعمال هادفة فيها المعلومة الصحيحة والسلوك القويم بشكل جميل ومشوق يجذب الأطفال ويناسب ميولهم وأذواقهم.