(ثُمَّ كِدْ كَيْدَكَ وَاجْهَدْ جُهْدَكَ! فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارُنَا. وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ)

بهذه الكلمات استطاعتْ السيدة زينب (عليها السلام) أن تزلزل عرش الظالم في قصره، وأن توعده بكل ثقة مستمدتها من والدها وجدها وأمها الزهراء (عليهم السلام)، بأن ذكر الحسين عليه السلام وقضيته لن تموت وبها حياة دين الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

فلخطبتها اهمية بالغة لإكمال مسيرة عاشوراء، وذلك لما تمتاز من دلالات بلاغية بارعة جسدت واقعة الطف وامتداها، وبصدى خطبتها حققت الاهداف السامية من ثورة أخيها الحسين (عليه السلام) وهي في أشد الظروف قسوة وانكسار وقفت بكل عز وجلال وشموخ تخاطب حزب الشيطان الطغاة، تستصغر شأنهم وتستحقر منزلتهم وتوجه ضربات الذل والاهانة وتؤكد على النصر الإلهي ورضا بقضاء الله وقدره، فهذا الخطاب من متممات النهضة الحسينية دمرت به جبروت الأموي الظالم، وعرفت بعظمة الأسرة النبوية التي لا تنحي وتنكسر أمام الظالمين.

ومن هذا الصدى الذي حمله المعهد اسما له كان الاهتمام بالخطابة الحسينية ودورها في تنمية المجتمع وزيادة وعيه الديني فضلا عن أهميتها في احياء الشعائر الحسينية، فالمنبر الحسيني هو المدرسة التي تربي الأجيال وتثبت عقيدتهم.

فتبنى معهد صدى الحوراء (عليها السلام)، اعداد خطيبات يتقن الخطابة الحسينية واعطاء صورة اصيلة عن عاشوراء من الناحية العقائدية، والثقافية، والاجتماعية، والوجدانية، وتكريس محبة اهل البيت (عليهم السلام) في قلوب محبيه.

ويعد معهد صدى الحوراء (عليها السلام) من المعاهد المتخصصة التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة، الذي اخذ على عاتقه تعليم فن الخطابة، والأطوار، والمقامات الحسينية، وسيرة أهل البيت عليهم السلام والتأريخ. 

 

أهداف المعهد

للمزيد من التفاصيل التقت مجلة للقوارير بمدير معهد صدى الحوراء للخطابة الحسينية زهرة الاديب فقالتْ: "نحن نستهدف الخطيبات الحسينيات لأجل تطوير مهاراتهن بالإلقاء والخطابة من ناحية المضمون العلمي الأصيل، ومهارة النعي والأطوار العزائية.

فضلا عن اعطاء الأولوية إلى الطالبات المتخرجات من المعاهد الدينية للقبول بالمعهد، وكذلك الفتيات الراغبات بدراسة تخصصية في السيرة النبوية وأهل البيت عليهم السلام والتأريخ". 

 

نظام المعهد

أضافت الاديب: "إنّ الدراسة في المعهد تقوم على نظامين:

1- نظام السنوات والمراحل: المدة الزمنية لهذا النظام (3) سنوات بواقع (5) أيام في الأسبوع، والفئة العمرية المحددة من (15-45) سنة، ويضم الطالبات الحاصلات على شهادة الثالث متوسط فما فوق. 

2- نظام الدورات: يحتوي هذا النظام على دورات قصيرة ودورات طويلة، بمميزات متعددة منها مجموعة من السفرات الدينية والعلمية والترفيهية وتوفير أقسام داخلية للمشاركات من المحافظات.

نشاطات ومشاريع

أقمنا عدة دورات منها (دورة براعم منبرية، دورة الركب الزينبي، دورة هدى المتقين) فضلا عن العمل على اقامة دورة متخصصة في السيرة والتاريخ لما لها من أهمية وخاصة المتعلقة بقضية الامام الحسين (عليه السلام) لما لها من تأثير وحساسية في الوقت ذاته.