لا يظهر المشهد كاملا، تُجمّله بقليلٍ من الرتوش، مخبأةٌ بعض تفاصيله، تبدو صلبة، أصلبُ من الأيام.

تنسج من البسمة مؤنةً لأيامها، تتزوّد الصبر لطريقها الشاق، وسفرها الطويل.

تمتطي الأمل دابةً في حِلّها وترحالها.

تبدو كجبلٍ مستقر؛ أو لربما هكذا تبدو.

إلا أن العيون أفصحت عن كلِّ خبايا النفس في دهاليز الكتمان.

صورٌ من الماضي في خزانةٍ عتيقة، لا زالت معلّقةُ على بوابة القلب، لم تهترئ بعد.

خصالٌ بيضاء تتخفى ما بين شعرها المسدَّل على كتفيّها كخمارها الأسود.

كلّ شيء فيها يوحي للثبات.. للحياة.. وإن كان داخلها قد تآكله الذبول.