أسهبتْ البحوث في قراءة دور السيدة زينب (عليها السلام) وفي الحقيقة لم تستطع الوصول إلى دور هذه المرأة العظيمة في حفظ دين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي خارجة من أبشع مجزرة حدثتْ في التاريخ لأخيها وإمام زمانها ورجال بيتها من الكبير الى الرضيع، وتقف تخطب أمام الطاغية الحاكم ورؤوس أخوتها تنظرها في طست ويزيد ينكث ثنايا الحسين (عليه السلام) ومع كل ذلك تقف أمامه وتقول بثقة مطلقة كد كيدك واسع سعيك.

ولو بحثنا في مواقف السيدة زينب (عليها السلام) نجد أن حس المسؤولية تجسد بصورة جلية في كل مواقفها لذلك كان هو الحاكم بين القوة والضعف ويمكن تفصيلها بـ:

المسؤولية الدينية: ففي أحلك ليلة مرّت على مدى الأزمان وأعظم مصيبة جرت أمام ناظري امرأة، تصلي السيدة زينب (عليها السلام) نافلتها ولا تقطع علاقتها بربها بذريعة المصاب، وكذلك حجابها ونرى بعض النساء في لحظة الجزع أحيانا لا تهتم أو تسهو عن بعض التفاصيل أمام الرجال، بل كانت هي والنساء المفجوعات حولها يراعين حدود الأدب والالتزام فالسيدة رملة تطلب من السيدة زينب أن تودع جسد ابنها ولأن الإمام الحسين (عليه السلام) داخل الخيمة لا تستطيع الدخول فيخرج سيد الشهداء ثم تدخل لتجد ابنها مغطى بدمه.

المسؤولية الرسالية: إن السيدة زينب (عليها السلام) تعرضت للزجر والسبي والشتم والجوع والعطش وغيرها من المصائب، لكنها في الكوفة وفي الشام وقفت بقوة وخطبت وعرّتْ يزيد وكشفت حقده وأصله وانتزاعه للخلافة وقتله ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالتالي بعض الجالسين انقلبوا على يزيد وكذلك من في الشام لان الشائعة الإعلامية كانت بأنهم خوارج الروم والترك لكن حينما عرفت نفسها وتحدثت ببلاغة ابيها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهي لم تظهر ضعفها وحزنها وانكسار الثكالى ومن حقها ولا يلومها أحد لكنها في تلك اللحظة عزلتْ ضعفها في هذا الموقف الرسالي واظهرت القوة والعز

المسؤولية تجاه إمام زمانها: عاصرت السيدة (عليها السلام) أكثر من إمام فضلا عن جدها الرسول الأكرم وكان لها دور حماية الامام السجاد (عليه السلام) فهو اراد الخروج الى الميدان الا انها منعته بأمر ابيه، فضلا عن تصديها لمجموعة من المواقف لحمايته وعدم تسليط الضوء عليه لحفظ امتداد الامامة.

المسؤولية الاجتماعية: في الطف هناك العديد من النساء والأطفال وكلهم كانوا يعودون الى السيدة، وكان من الممكن أن تقوم السيدة بتوزيع المهام لكنها أبت إلا أن تتصدى هي لجمع الأطفال والنساء الثكالى في ليلة الحادي عشر وأن تُركِب النساء بيدها على النياق.

ومن هذه السيدة ومواقفها نستلهم أهمية حس المسؤولية تجاه إمام زمانها ودينها وعائلتها ورسالتها بالحياة ولا يمكن التهاون بجانب على حساب الجانب الآخر.