مع اقتراب هذا اليوم المبارك يستعد المؤمنون لإحيائه، والتعبير عن فرحتهم بقدومه، ونشر السعادة والتهنئة فيما بينهم، فضلا عن إقامة مجموعة من العبادات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) فيه، وهناك بعض العادات التي تبنتها العوائل في هذا اليوم واتخذتها لعله سنة متوارثة، وفي استطلاع قام به موقع واحة المرأة عن أهم العادات في البيوتات الموالية قال حامد الحمراني/ ناقد: يبدو أنها فرصة سنوية من الله ورسوله الكريم صلى الله عليه واَله الطيبين الطاهرين لتجديد ايماننا وعلاقتنا بالله ونبيه المرسل رحمة للعالمين من خلال بيعتنا للإمام (عليه السلام) ولأهل بيته الائمة من بعده انتهاء بصاحب العصر والزمان خليفة الرحمن قاطع البرهان شريك القرآن سيد الأنس والجان.

ففي يوم الغدير تذوب الأحزان بإذن الله وهي كثيرة وتدخل علينا فرحة وسرور هبة من الله تجعلنا نطمئن في الحاضر والمستقبل بعد رؤية الإمام وشهادة منا إليه انه ولي كل مؤمن ومؤمنة بعد رسول الله.

واضاف: ففي هذا اليوم نزور الإمام عند ضريحه المقدس في النجف ونستذكر ضجيعيه آدم ونوح عليهما السلام ونجدد ولائنا عند حضرته ويزيدنا إيمانا حضوريا ليفتح لنا أبواب التوفيقات وبحبه بشارة لنا على طيب الولادة ونظافة المولد ودعائنا لله على حسن العاقبة.

انه يوم عزيز لان فيه اكتمل الدين وتمت الحجة وظهر الحق وأهله وطمر الباطل وأهله، فتغمرنا الفرحة والسعادة ويزيدنا هذا اليوم مودة لأصدقائنا في الله ويرغَبنا هذا اليوم في الصوم والذكر اللذيذ، ويحفزنا هذا اليوم للعمل الصالح ومصافحة الأصدقاء وتزيين انفسنا من الداخل والخارج بأنواع الزينة وحسن الثياب، وفيه أيضا تنكشف الغمة وتنفضح أساليب التزوير وصدود النفوس الإمارة بالسوء عند الاخرين وقبول الحق بالرغم شروقه في وضح النهار، فتهدأ نفوسنا وتطمئن قلوبنا التواقة لظهور صاحب العصر والزمان.


أما منتظر الفتلاوي فعبر عن اجوائهم قائلا: في بيئتنا الريفية لعله عادات مميزة مختلفة ففهي هذا اليوم اعتدنا على زراعة فسيلة تكون على جادة الطريق ليأكل منها الضال والسائل، فنحن نعتقد بأن هذه النخلة تحمل بركة خاصة حتى بعض النساء يأخذن من ثمرها او خوصها للتبرك وقضاء الحاجة وبفضل الله وبركة أمير المؤمنين تُقضى الحوائج، ولأن يوم فرح أيضا تجتمع فتيات العائلة ويبدأن بـ (خصف الحصران) من (الخوص) وعملها بأشكال مميزة، فضلا عن إقامة مسابقات منها سباق (السف) وايضا من خوص النخيل، وعمل الحلويات الشعبية أيضا وتوزيعها باسم يوم الغدير للأجر العظيم الذي يترتب على الانفاق فيه.

فيما سنّت زهراء عباس سنة حسنة بتوزيع العيديات على الأطفال لغرس فرحة الغدير وأهميته في أذهانهم، وإقامة احتفالا مميزا فيه تتحدث عن حادثة الغدير.

وعن احياء والدتها للغدير قالتْ مروة حسن: "اعتادت أمي في كل عام أن يكون يوم الغدير عيدا من كل الجوانب، فهي لا تكتفي بارتداء ثوبها الجديد، وإنما تجهز المكان بتلك الأدوات التي نشاهدها مرة كل عام باقة من الريحان مع الهيل والزعفران، وقليل من ماء الورد تغسل فيه وجوهنا جميعا وتقول هذا يوم مبارك اغسلوا فيه وتصنع الحلوى براحة يدها وتزينها بتلك بعبارة (غدير خم) ليس هذا فقط وانما تطلب منا الوقوف واستلام العيدية، كما تقوم بتقبيل سبع علويات بهذا اليوم إكراما لمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسعيه لإتمام الدين وإتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).