عن الكاتبة سهى الطائي

شاعرة وصحفية وكاتبة لها مجموعة من المنجزات في المجال الشعري والقصصي كما جمعت وطبعتْ (ديوان الحدباء) شارك فيه 49 شاعر من جميع لدول العربية، حاصلة على أكثر من جائزة عربية وميداليات ذهبية في شتى المجالات وفي حوار معها للقوارير أجابتْ:


- متى وجدتْ نفسك بين كل تلك النصوص؛ ترتب الأفكار بسبك محكم الجمال؟

- النصوص الشعرية هي مرآة الكاتب أو الشاعر, فلا بد له أن يجد نفسه في نصوصه وإن لم يرَ هذا فهناك خلل في التوصيف والتعبير، فأنا أجد نفسي في كل نص كتبته، تنتقل روحي بين المقاطع والأبيات لأني وببساطة عشت مع كل حرف خطه قلمي، فالشاعر يكتب بروحه قبل حبره ويجسد شخصيته قبل أي شيء، قد أصف بشعري حالة رأيتها أو تأثرت بها لا تعنيني، ولكن حين سكبت كل مشاعري لأنتج نصا مؤثرا فهذا وحده يجعلني فيه، لأن الكاتب يحترق حين يعبر عن حالة ما، سواء كانت حالته أو أنه يُعبر عن حالة غيره، أما عن ترتيب الأفكار ونسجها بالروعة فإني أجد أن فكر الشاعر وحده نسج من جمال لامتناهي يجسده بحروفه ويعيد كتابته مرارا وتكرارا لكي يحصل في النهاية على نصٍ ناضج مُتكامل الإبداع، وهو وحده من يمتلك مفتاح رونقه التي يفتح أبوابها ليضع في كل موضع لمحة تدل على مجده في الشعر ورونقه في الكتابة فهو لا يملك عصا الساحر ليجسد نصا دون احتراق، فالمقطع الواحد يستهلك الكثير من فكره لذا أجد الشعراء دوما مُنهكين

 

 

- بين كل تلك المجموعات التي شاركت فيها أين وجدت نفسك؟ وهل للمشاركة في مطبوعات الكتب دور في اضفاء خبرة للكاتب؟

- الكتب التي شاركت بها أحسبها إضافة مجد ليّ فقط فلا يمكن أن أجدني وأنا مشاركة ببضع نصوص مع كم هائل من المشاركين العراقيين والعرب، وكما تعرفون المجموعات المشتركة يحدث فيها ظلم لكاتب على حساب كاتب أخر.

وحقيقة لا أُنكرها؛ وجدت نفسي في أخر كتاب أصدرته "أستأنفك سؤالا" فإني أراه متكاملا في إبداعه ناضجا جدا وأنا فرحة به كثيرا لأنه عُصارة جهدي وخلاصة تعبي, أما عن الخبرة بالمشاركة فهذا أمر طبيعي فحين يكُتب اسمك في كُتب توثق فيها أسماء الشعراء لحقبة ما؛ فلا شك أن التاريخ كتب ابداعك وخط اسمك مع ثُلة من الأُدباء المُبدعين، اذن هي اضافة للاسم وتخليد للذكر وقد شاركت بعدة كتب من هذا النوع منها: (أنطولوجيا الادب النسوي في العراق) أُصدر ٢٠١٧، وشاركت في كتاب ((موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر))، وهو كتاب توثيقي للحركة الشعرية النسائية خلال السنوات 1950م-2020 م وقد شمل "1011" شاعرة من العالم العربي، وشاركت أيضا في كتاب معجم الاديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث في جزئه الخامس سنة 2020


- شخوص النصوص بين الحقيقة والخيال من خلال خبرتكم وقراءتكم؛ أيهما أكثر تأثيرا في المُتلقي؟

- إن هيكلية النص يجب أن يمزج بين الحقيقة والخيال فإن الكاتب يحاول مرارا أن يسحب القارئ لجهته ويقوم بجذبه بخيال فيه خيط من الحقيقة كي يثبته في التسمر على النص ولكي يسرح في خيال الكاتب ويدخل في مداره عائما سابحا هائما، فالشاعر الذي لا يدعوك للاستمرار في القراءة لم ينجح في إبهارك بحروفه وكلماته أو بمعاني النصوص، فهدفنا ككُتاب أن يصل معنا المُتلقي الى ما وراء النص ليفهم معناه ويمتلك مفتاح النص؛ لا أن يقف على بابه طارقا فقط، وأنا لا أُحبذ أن يكتب الشاعر كلمات صعبة المعاني على المُتلقي المسكين بل أحب أن أكتب بصيغة "السهل الممتنع" الذي يحتاج لوقفة بسيطة ويظل راسخا في الذهن بعد القراءة، فغايتنا التأثير على من يقرأ والوصول له بكل الطرائق الممكنة.


- في ميدان الصحافة هل للأدب والكتابة دور في اخراج صحفي بجمل أكثر جمالا وتأثيرا؟

- الصحافة ميداني الذي أصول به وأجول وأنا مُتسلحة بكامل أسلحتي الأدبية، وقد يكون هذا سببا في قوة كلماتي لأني أمتلك ثروة من المفردات الادبية أعرف كيف أُسخرها ومتى، فغاية كل إعلامي " صُحفي " أن يصل الى لغة الأديب ليكون مرموقا في طروحاته؛ فما بالك بأديب صُحفي؛ أو شاعر إعلامي!


- في ميدان النشاطات الاجتماعي ما مدى عمق بصمة المرأة؟

- المرأة ملحمة شعرية تاريخية جسدت نفسها بنفسها وحاولت جاهدة أن تضع لها بصمة في كل الميادين فهي الان شاعرة، وصُحفية، وكاتبة، ومعلمة، ومربية للأجيال، ونائب في البرلمان، ووزير، وتطمح أن تكون رئيس وزراء، أسوة بأبيها وزوجها وأخيها وابنيها "الرجل " فهي صاحبة البصمة في كل مكان دخلته، وهي النجمة اللامعة التي تهب من نورها لتحلو الحياة

ورغم كل الإرهاصات التي تتعرض لها والتعنيف والكبت والقيود؛ تحاول بشتى الطرائق أن تخرج للحياة وتمارس حياتها كما تحب وكما تشاء، فهي تحاول غرز هذه البصمة بعمق ليبقى الأثر جليا ولتكون منارا يُقتدى به ومجدا يليق بسموها.