في العصور الجاهلية كان هناك أبشع حالات انتهاك حقوق المرأة وإن اختلفت اشكالها من وقت إلى آخر وبعد ما جاء الإسلام حارب جميع اشكال الانتهاكات التي تحدث للمرأة في المجتمع ووضع لها حقوق واولى لها الاهتمام لكفاحها ونضالها ومشاركتها الفاعلة في جميع جوانب الحياة.

اليوم نلاحظ انتهاكاً لحقوق المرأة في ظل عدم وجود حلول عملية لهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع متناسين المرأة ودورها الفاعل في مجالات الحياة كافة والمرأة العراقية خصوصاً لديها طموحات وامال واسعة ولكن برغم ذلك كله تتعرض للعنف ولا تعطي الحقوق التي تضمن عيشها حياة كريمة.


نساء وهموم

هناك العديد من النساء اللاتي تعرضن للعنف تحدثت لي بيداء البالغة من العمر (28) قائلة: إني أتعرض إلى ضرب وانتهاك من قبل زوجي وبشكل مستمر وتصرفاته القاسية وغير المسؤولة وبعد المعارضة التي واجهها مني وكثرة الخلافات طلبت الطلاق وهو أكثر ما تمنيته للخلاص من الحياة القاسية من زوج ظالم.


فيما تحدثنا زينب عبد الامير ٣٦ عاما (موظفة) قائلة: تتعرض المرأة للعنف بطرق مختلفة منها تعرض البنت والأخت والزوجة والأم والموظفة بشتى طرق التعنيف سواء بالضرب او انتهاك الحقوق كالاغتصاب او الزواج الإجباري او حرمانها من الزواج والتحرش وعدم اكمال دراستها وجعلها للخدمة فقط وهذا ما يحصل بمجتمعنا ناهيك عن أمور كثيرة تتعرض لها المرأة بصورة عامة.


وهناك نوع اخر من العنف الذي تتعرض له المرأة في بعض المناطق الريفية وهو فرض الزوج عليها دون اخذ رأيها بالموضوع وهو ما تعاني منه الكثير من النساء ولا تستطيع المعارضة بل تغصب بالموافقة ولا مجال للرفض.


وقفة حل


التقينا بالدكتور حسنين جابر الحلو الاختصاص في فلسفة المجتمع وتدريسي في جامعة الكوفة فحدثنا قائلاً: ان أسباب العنف ضد المرأة شكلت عائقاً كبيراً في الجانب الاجتماعي وفي العراق على وجه الخصوص وهناك أسباب عديدة تقف وراء ظاهرة العنف ضد المرأة في العراق منها العامل الاجتماعي وفيه الجانب الاسري يعلب دوراً فاعلاً وخاصة المستوى التعليمي بين الزوج والزوجة قدي يخلف بعض المشادات عند البعض.


ويضيف الدكتور حسنين الحلو قائلاً: وكذلك العامل الاقتصادي ولعله ايضاً يجر وراء العنف ضد المرأة للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة يجب ان تكون المسؤولية مشتركة بين الاسرة والدولة فالتفاهم بين الزوج والزوجة اساس بناء عائلة ناجحة وان مراعاة الزوج لحقوق زوجته هو طريق لتوطيد المودة والحياة الزوجية اما اختلاق المشاكل يولد عائلة متفككة منهارة وقد يجر ذلك الى افراد الاسرة من الاولاد والبنات.


والدور الحكومي يجب ان يكون أكثر فاعلية في اقامة الحملات المناهضة للعنف ضد المرأة والندوات في الجامعات ومؤسسات للتوعية والتثقيف بحقوق الزوجين من اجل عائلة تسودها المحبة والمودة بعيدا عن العنف.